هل يتصاعد الدخان الأبيض في الساعات المقبلة من القصر الجمهوري، إيذاناً بالإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة؟ المعلومات المتوافرة لـ«اللواء» تشير الى أنّه تمّ إحراز تقدّم كبير في المشاورات التي يجريها الرئيس المكلّف سعد الحريري للإعلان عن الولادة الحكومية، بعدما تم تجاوز الاعتراضات التي واجهته في اليومين الماضيين، سيما ما يتعلق بحصتي النائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، من خلال صيغة توافقية أمكن التوصل إليها وبما يضمن أن ترى الحكومة النور قبل عيد الاستقلال، في حال لم يطرأ ما يعرقل التوافق على التوليفة الوزارية ويعيد الأمور الى المربع الأول، وهذا ما زاد من مساحة التفاؤل على خط القصر الجمهوري بيت الوسط، والذي عزّزه توقع مصادر نيابية بارزة في كتلة «المستقبل» بولادة الحكومة اليوم أو غداً، في حال اقتنع كل طرف بحصّته ولم يلجأ الى نسف التسوية، لإطالة أمد التأليف, وهذا بالتأكيد سيسيء الى العهد الجديد الذي يريد تهيئة المناخات لكي يتأمّن تشكيل الحكومة في أسرع وقت، على أن يتفرغ مجلس الوزراء الجديد الى معالجة الكثير من الملفات الضاغطة التي تنتظره.
وعلمت «اللواء» أنّ عقدتَي جنبلاط وفرنجية، قد حُلّتا بحصول الأول على حقيبة الصحة التي سيتولاها الوزير مروان حمادة، في حين أنّه تقرر إعطاء الثاني حقيبة الطاقة التي سيتولاها بسام يمّين، أما «القوات اللبنانية» فرضيت بما أعطي لها، بحيث أن حصّتها أصبحت موزّعة على 3 وزراء هم: غسان حاصباني لنيابة رئاسة الحكومة، إبراهيم نجار لوزارة العدل وملحم رياشي لوزارة الإعلام، إضافة الى وزير حليف رابع هو ميشال فرعون لـ«السياحة».
وأشارت المعلومات الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي مرتاح لسير الأمور بالنسبة الى تشكيل الحكومة، بالنظر الى حصته وحصة حلفائه وتحديداً النائب فرنجية الذي أكدت أوساطه لـ«اللواء» أنّه يقدّر كثيراً الدور الذي لعبه الرئيس برّي في عملية تأليف الحكومة وإصراره على تمثيل رئيس تيار المردة من خلال حقيبة وازنة، انطلاقاً من عمق تحالفهما السياسي الراسخ، فيما أعربت الأوساط عن ارتياحها لمسار التطورات المتصلة بالمشاورات الحكومية، على أمل أن يتصاعد الدخان الأبيض في وقت قريب لتكون الحكومة «عيدية» للبنانيين في مناسبة «الاستقلال».
لكن في المقابل، دعت أوساط معنية بعملية التأليف الى عدم الإفراط بالتفاؤل وتحديد مواعيد للإعلان عن الولادة الحكومية، لأنّ عملية التأليف لم تنجز نهائياً، وبالتالي فإنه لا يمكن القول إن الحكومة تألّفت إلا عندما يصعد الرئيس المكلّف الى القصر الجمهوري ويتم استدعاء رئيس مجلس النواب الى الاجتماع بين الأول ورئيس الجمهورية لإطلاعه على أعضاء الحكومة بصيغتها النهائية، باعتبار أنّ الرئيس الحريري لا يزال يواصل مشاوراته بانتظار الوصول الى الخاتمة المرجوة والحصول من الأطراف على الموافقة التامة على توزيع الحقائب والأسماء لتعلن رسمياً على الرأي العام.