IMLebanon

أسئلة معجَّلة وأجوبة مؤجَّلة

 

لا تحتاج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تزور لبنان اليوم إلى داتا معلومات عن واقع النازحين السوريين في لبنان، لأنَّ بلادها تملك معلومات وافية عن واقع النازحين في دول الشرق الأوسط ودول حوض المتوسط، ما تريده ميركل هو كيف يتفاعل النازحون مع لبنان؟

وكيف يصمد لبنان في ظلِّ هذا الواقع؟

***

لا بدَّ من العودة إلى الوراء لستة أعوام وتحديداً إلى العام 2012، حين تحوَّلت الثورة السورية إلى مسلحة ولم تعد احتجاجات شعبية بل أصبحت حرباً. بدءاً من ذلك التاريخ وتلك السنة بدأت عملية النزوح التي اتخذت أشكالاً مختلفة تبعاً للبلد الذي تم النزوح إليه:

لبنان والأردن والعراق وتركيا هي الدول التي بدأ النزوح السوري إليها، باعتبار أنَّها تملك حدوداً مشتركة مع سوريا. الفارق بين النزوح إلى لبنان والنزوح إلى سائر الدول أنَّ الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، الممتدة على 330 كيلومتراً، فيها عدد قليل جداً من المعابر الشرعية، سواء عبر الشمال أو عبر الشرق، فيما هناك مئات المعابر غير الشرعية كانت في الأساس تستخدم أمّا اليوم فهي تستخدم للنازحين.

هذا الوضع هو الذي يفسِّر الفرق الشاسع بين عدد النازحين المسجلين لدى الهيئات الدولية وعدد النازحين غير المسجلين.

 

***

في لبنان، عملياً، أكثر من مليون ونصف مليون نازح ليسوا جميعهم مسجلين، لكنهم يتساوون في أنهم يُشكِّلون عبئاً على لبنان وضغطاً على واقعه الإقتصادي والإجتماعي والتربوي، فالنازحون يتوزعون على أكثر من ألف مركز تجمُّع سواء مخيم أو عدة مخيمات أو جزء من قرية أو جزء من مشاع، سيُشكِّلون بعد فترة قصيرة ألف قرية سورية في لبنان… هذا الكلام لا مبالغة فيه للأسباب التالية:

في هذه المراكز كلُّ شيءٍ سوري:

الطبيب سوري والممرض أو الممرضة سوري، والمواد الإستهلاكية والغذائية سورية. هذا واقع لا يمكن الخروج منه لأنه قائم، وكلما طال أمد النزوح كلما ترسخت إقامة النازحين أكثر فأكثر. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بين النازحين نحو نصف مليون طالب، هؤلاء سيتسجلون من اليوم في المدارس للسنة الدراسية المقبلة وستكون لهم متطلباتهم التعليمية من مدارس وأساتذة وكتب وكل مستلزمات التعليم.

ومن دون مبالغة، أحبَّ المسؤولون أم لم يحبوا، أحبَّت القيادات أم لم تحب، دولة عاجزة عن إيجاد علاج لملف النفايات، كيف لها أن تعالج معضلة مليون ونصف مليون نازح سوري على أرضها؟

***

هذا الواقع للنزوح سيناقشه المسؤولون اللبنانيون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنطلاقاً من نظرتين:

المانيا تنظر إلى واقع النازحين من زاوية إبقائهم حيث هم، مع تحمُّل جزء من المساعدات لهم، لئلا يتدفقوا إلى دول أوروبا، وبينها المانيا.

لبنان ينظر إلى واقع النازحين من زاوية تخفيف العبء عنه، سواء بالبدء بإعادتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا أو من خلال الدول التي يتحمل اقتصادها وأوضاعها وجود النازحين على أرضها.

هل تلتقي النظرتان؟

الجواب بعد انتهاء الزيارة، إذا إتُّخِذَ أيُّ قرارٍ بهذا الشان.