IMLebanon

تنفجر أو لا تنفجر ؟!

طبعاً، السؤال يتناول الحكومة.

أما الجواب فلا يرجح الانفجار.

أولاً: لأن تمام سلام رجل دولة، لا رجل تفجير.

وثانياً: لأن في الحكومة فريقاً هوايته الانفجار.

وثالثاً: لأن لبنان مهدد بالانهيار ولا ينهار.

طبعاً، هناك فريق هوايته المشاكسة.

وفريق يحذر من المشاكسة.

ويلوذ بالتعقل، وأصلاً، ليس من هواة العرقلة.

اذا ما استمر كل فريق بالتعنت، ودأب على المشاكسة، ماذا يحصد اللبنانيون من الخناقات.

ماذا يربحون؟

كان السفير عزقول يؤمن بأن السفراء هم هواة ملاحقة القضايا الديبلوماسية الصعبة، لكنهم كانوا يحجمون عن ملاحقة القضايا المعقدة.

وفي الاحجام فائدة، لا يوفرها الاقدام.

ومع ذلك دأب عزقول على الخلود للراحة، عندما تدق أبواب التهدئة.

وتمام سلام رجل حوار، لا عنصر قتال.

هو يدرك أن في صفوف الحكومة عناصر تريد له المفاكرة، وهو يحب التفاهم.

كان يقول دائماً، ان والده كان رائد التفهم والتفاهم، فهل يعقل هو أن ينأى عن التفاهم مع أحد.

صحيح، ان في البلاد عناصر لا يودّها، وقوى لا يتفاهم معها. ومع ذلك، فان قدره التفهم والتفاهم والا لا يكون نجل الرئيس صائب سلام.

التفهم والتفاهم يعيشان في دار المصيطبة ولذلك، فقد دأب، نائباً وسياسياً، على نشدان الحوار.

والحوار هو الطريق الى الوحدة في صفوف المواطنين.

طبعاً، لا يفكر تمام سلام بالانفجار، لأنه من هواة التهدئة.

ربما، لأن لبنان اصبح بلد النفايات، لا وطن الحياة.

ومن حقه أن يفكر في إبعادها عن البلد، ولكن النفايات لا تنفي وجود خربطات.

كان الرئيس سامي الصلح ينوّه بالأدوار التي مثلها في حقبة الخمسينات ضد الرئيسين عبدالله اليافي وصائب سلام.

لكنه لم يكن يجرد نفسه من خلافات زعماء الطائفة السنية في بيروت.

وفي احيان كثيرة، كان يتفق مع الرئيس كميل شمعون حيناً، ويختلف أحياناً مع زعيمي الدائرة الثالثة.

وحرصاً منه على الوفاق الثلاثي، كان أيضاً يؤثر الترشح في الدائرة الثالثة من بيروت، لضمان فوز الزعماء الثلاثة في العاصمة.

وكان كل من صائب سلام وعبدالله اليافي في دائرة، وسامي الصلح في دائرة أخرى.

وفي بعض المراحل، برزت وجوه جديدة، في مقدمتها النائب خليل الهبري والنائب جميل مكاوي بين الدائرتين الثانية والثالثة.

لا أحد كان يتوقع بروز الصراع السني – الشيعي، لكنه برز واشتد، وأصبح الخلاف المذهبي شائعاً وباتت حرب القمصان السود عنواناً جديداً في الصراع بين الوجوه الهائمة على الساحة السياسية.

مشكلة الحاكميين الان، انهم محاصرون بأكوام الزبالة. لا أحد يسأل منهم، كيف ظهرت جبال النفايات في العاصمة وضواحيها.

لكن السؤال الأهم، هل شعر أركان ٨ و١٤ آذار والمستقلون عن أسباب ضمور الزبالة، وظهورها خلال ٢٤ ساعة، في ميادين بيروت.

هنا، تكمن قصة تمام سلام، ومن معه من رواد ١٤ آذار، في ايام المحنة على سطوح بيروت!