Site icon IMLebanon

هل ينضم “4 آب” إلى الأجندة؟

عندما عرضت على جارتي السورية مشهد الناس يتطايرون بفِعل انفجار مرفأ بيروت، أجابتني فوراً وبتلقائية: هذا ما يحصل عندنا، كلّما قَصَفَنا نظام بشار الأسد بالأسلحة الكيماوية.

وفي حين قرّر مجلس وزراء، “خيال الظلّ”، تشكيل لجنة تحقيق إدارية برئاسة السيد “One Man Show”، مهمّتها إدارة التحقيق في الأسباب التي أدّت إلى وقوع الكارثة خلال مهلة 5 أيام، وإحالته إلى الجهات المختصّة لإتّخاذ أقصى العقوبات، بدأت تتبلور غايات التعليمة التي أُعطيت لإدارة الخراب، والتي سارعت الى مُصادرة دور هذه “الجهات المختصّة” المفروض أن تُناط بها هذه القضية، وبالتالي التأثير عليها، وتوجيه التحقيق الى وجهة واحدة دون غيرها، وإلغاء أي إحتمالات لا يريد من أعطى التعليمة أن تُطرح على بساط البحث، وتُحدّد سلفاً المآل الذي سيقودنا إليه من تولّى إعطاء “التعليمة” وفرض السير بها وحدها دون سواها، انطلاقاً من توصيف طبيعة الانفجار بعد تدرّجه من “مفرقعات” الى “نيترات الأمونيوم”، مروراً بمعلومة عن “تلحيم باب أحد مستودعات العنبر”، وليس انتهاءً بالإجراءات التي لا علاقة لها بالشفافية والمهنية والبحث الجنائي والتحرّيات والقضاء النزيه.

ويبدو غير بريء إعلان “حالة الطوارئ” التي لا لزوم لها، لأنّ الواقعة وقعت وانتهى الأمر، مع أنّ المطلوب هو نزول الجميع الى حيث يجب لـ”العونة”، على الطريقة اللبنانية. وكأنّ القرار كان حاضراً، لإستكمال قرار سابق بمنع التجول بسبب “كورونا” في توقيت إصدار المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حكمها.

لذا، لا تستغربوا بعد فترة أن نسمع من يقول أنّ “4 آب” يومٌ مجيد، إذ يُبيّن مسار الأمور أنّ الغاية من إستهداف بيروت، لا تختلف عن الغاية من إستهداف الشهيد رفيق الحريري.

فالمجزرة التي شهدتها العاصمة اللبنانية، وردود الفعل المدروسة لفريق بعينه عليها، تحمل كمّاً من الحقد يفوق كمّ المتفجّرات التي نسفت صيغة بيروت من إساسها، ويوازي حقد جريمة “14 شباط” 2005.

هذا الحقد هو برنامج عمل. في بنوده مقرّرات تصبّ في الخطة المُمنهجة المستمرّة التي لا يوقفها شيء. تفتعل ما هو مفروض أن تفتعله، أو تستفيد ممّا يرتكبه غيرها، لتستثمر فيها، وتسير الى حيث تسعى.

وأكثر ما يؤلم في كارثة المرفأ، هو أنّنا نتمنّى لو تكون إسرائيل قد قصفته للنيل من مخازن أسلحة، كما تفعل في سوريا والعراق وإيران. حينها، نعرف أنّ لنا عدواً يتربّص بفريق من اللبنانيين، نختلف معه، لكن عندما يتمّ إستهدافه، نؤازره ومن ثم ننتقده.

أما أن نشكّ بتورّط فريق لبناني مربوط بمُشَغِّله الإقليمي في مجزرة المرفأ، بناء على إستراتيجية تسير على هدى أطماعه، من العراق الى اليمن الى سوريا، فهذا ما يدفع الى الجنون والهوان والقهر والرغبة بالهروب من هذا البلد الى أقصى بقعة في العالم.

ولعلّ هذا ما يريده من يعمل على تغيير الخريطة الديموغرافية في الإقليم، ولا يتورّع عن إضافة “4 آب” 2020 إلى أجندة أيامه المجيدة.