IMLebanon

تصدير النفايات… «كِنْت من الأوّل»

الحلّ بـ»تصدير النفايات»؛ بصراحة لا يفهم اللبنانيّون عمليّة هدر الوقت الممنهجة التي انخرطت فيها الحكومة العاجزة حتى عن اتخاذ قرار جريء لحل أزمة حتى في زمن الحرب الأهليّة لم تظهر بهذا العنف والعجز، دخلنا الشهر الخامس من أزمة النفايات والحكومة ما زالت غارقة في إضاعة الوقت بمهارة فائقة، ولا يوجد مسؤول واحد تحمّل مسؤولياته باستثناء وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي بذل قصارى جهده علّه يصل إلى خواتيم تقفل أبواب هذه الأزمة، ولكن اللاعبين السياسيين الطائفيين والمذهبيين تآمروا جميعاً على خطّته، فعدنا إلى المربّع الأول!!

ما يقارب الأشهر الخمسة من الوقت المهدور، لم يتحمّل فيه وزير البيئة ـ وهو أخ عزيز جداً ـ مسؤولياته، وبدلاً من أن يضع نفسه بتصرّف رئيس الحكومة بعدما تآكل رصيد تمام سلام بفعل عجز محمد المشنوق ـ صديق عمره ـ كان الأجدى أن يقدم محمد المشنوق على هذه الخطوة ما دام عاجزاً عن تقديم أي إمكانيّة للحل!!

وهذه الأشهر الخمسة المهدورة كان بإمكان الدولة «العليّة» أن تسعى جاهدة لإنشاء مصانع ومحارق للنفايات فيما هي تضيّع وقت وزير الزراعة على طريق «أبو نجيب خود وجيب»، ألم نكن لنملك اليوم أربعة أو خمسة محارق تحلّ الأزمة الكارثيّة التي يغرق فيها اللبنانيّون، والقطبة المخفيّة أن مسؤولي هذا البلد تعوّدوا على فساد السمسرة والعمولة وتقاسم الحصص حتى في «جبنة النفايات العفنة»، وحتى الساعة لا تتصرف الحكومة على طريقة أنها تبحث عن حلّ جذري، بل عن حلول مؤقتة، ويبدو أن إسقاط خطة شهيّب لمصلحة تصدير الزبالة «ربّيح» أكتر ويفتح باب الصفقات والسمسرات!!

استيقظ اللبنانيون ليجدوا جميع المعنيين يتحدثون بجملة واحدة الحلّ هو «التصدير»، فعلامَ إذن كلّ هذه الجلبة، قالها اللبنانيّون: «تصدير النفايات.. أيه كنت من الأوّل يا..»!! عيب، ومشين، ومسخرة ما يحدث، حتى في موضوع تصدير النفايات سيبدأ درس العروض، في وقت يلعن فيه الشعب «عرض» هذه الحكومة و»عرض الساعة» التي تشكّلت فيها، مشكلة من يتفاوضون عند تشكيل حكومة جديدة أنهم يفكّرون في «المكسب القريب» ويغمضون أعينهم عن الخسارة الكبيرة البعيدة، ها قد حان وقت الخسارة الكبيرة، بلد مشلول معطّل حكومة مصابة بشلل رباعي وتلفظ أنفاسها الأخيرة، حكومة ميتة سريرياً وتنتظر فقط إعلان وفاتها، وهذا لن يحدث إلا مع تغيّر استراتيجي ما في موازين القوى الإقليميّة..

وللمناسبة، نَقْدُنا للحكومة ليس على طريقة «كلّن يعني كلّن»، فهذه الحكومة فيها خيرة من رجال لبنان المخلصين من أهل الكفاءة والأخلاق والشرف والعمل الجادّ مهما كانت الظروف وطليعتهم رئيسها دولة الرئيس تمام سلام الذي يعضّ على جرح لبنان علّه يخفّف من حدّة النزيف إن لم يكن باستطاعته إيقافه!!

وللمناسبة؛ المشكلة الحقيقيّة هي في الشعب اللبناني، ونظرة على أزمة المطامر وتطييفها ومذهبتها تكفي لتؤكّد لنا أن لا فرق بيننا وبين النفايات المتراكمة أكداساً في كل مناطق لبنان.. أزمة النفايات جعلتنا نكتشف أننا أيضاً «شعب زبالة» ووجهنا هذا ظهر في الوقت المناسب حتى لا نظل نخادع بعضنا بعضاً!!