كلام هام قاله الرئيس نبيه بري في اطلاق مشروع التنميةالمستدامة حول المقاومة وانتخاب رئيس للجمهورية والعلاقة الايرانية- السعودية، والامن الداخلي اللبناني.
اهمية الكلام تكمن في ان لبنان، بحاجة الى «فرسان في السياسة»، على حد قول مصادر مقربة من بري، وهذه الفروسية مفقودة امام المطامع الشخصية والمذهبية، واهمية الموقف هي في ما اعلنه بري، من الثمار التي نضجت في ملف انتخابات الرئاسة الاولى، وخوفه من ان تسقط، وان التفسير المنطقي لهذا الكلام هو استغلال ان المرشح المقبول من تيار المستقبل وفريقه السياسي، هو رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي لا يختلف عليه جمهور المقاومة ونخبها ومنظروها من انه امين على المقاومة وحليف حقيقي لها، وهو – اي فرنجية – وكل فريقه السياسي والشعبي، يملكون لغة واحدة من المقاومة في لبنان، وهو كما قال الامين العام لحزب الله انه يملك مواصفات ان يكون رئيساً للجمهورية، رغم تمسك السيد حسن نصرالله الى اللحظة بدعمه ووقوفه الى جانب ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية…
ان تمسك الامين العام لحزب الله بدعم العماد عون، ورسالة الرئيس بري من ان الثمرة نضجت وانه يخاف ان تسقط دون ان يجري استثمارها، او بالاحرى قطافها، والاستفادة الوطنية منها، فهذه الثمرة، وفق المصادر نفسها هي فرنجية. بالطبع جمهور المقاومة وحلفاء هذا الجمهور بشكل عام يعلم انها ثمرة حقيقية، وان موقف حزب الله السياسي المبدئي والاخلاقي من ترشيح العماد عون، ايضاً موقف محق، لكن لبنان كوطن هو الاحق بأن يجري التفكير به، كون هذا البلد بحاجة امام مشاريع التقسيم التي تلوح في افق المنطقة، وامام لهجة البعض في لبنان، عن اللامركزية الادارية الموسعة، او عن هذه اللامركزية كفيدرالية مقنعة، يجب القبول بها، هذه اللهجة تحتم على القوى الرئيسية الفاعلة ان تعلم وفق المصادر انها لم تأت من فراغ، وان هناك من يسافر ويلتقي سفراء ويتحدث بهذه اللهجة، بل بات يشجع عليها، تحت عنوان اذا كان الخلاف (السني – الشيعي ) سوف يتفاقم، يحتم ذلك على طوائف معينة في لبنان، ان تأخذ احتياطاتها، عبر لامركزية موسعة، ولا اشكال في ما اذا كانت «فيدرالية على الطريقة اللبنانية» اي حتى الفيدرالية لها مواصفات لبنانية خاصة، لكن في النتجية « كانتونات».
بالطبع من كان لا يصدق ان ازمة النفايات المفتعلة، لم تكن ازمة للبيئة، بل كانت ذات اهداف سياسيةه عليه ان يصدق الآن ان مشروع الفدرلة من لبنان، انطلق من النفايات تؤكد المصادر نفسها، تحت عنوان ان لكل منطقة نفاياتها ويجب ان لا يجري نقلها الى مناطق اخرى، لذلك جرت مذهبة «الزبالة وتطييفها» وفي القريب العاجل سوف يكبر الحديث عن الفيدرالية اللبنانية، التي يمكن ان نسميها كما وردت في الطائف، «اللامركزية الموسعة». تمهيداً لفدرلة كاملة، مما يتطلب اعادة النظر من قبل بعض القوى الفاعلة في مختلف الاستحقاقات، للعمل على انجاز هذه الاستحقاقات في مختلف الظروف. ومن اهم هذه الملفات الانتخابات البلدية والرئاسية والنيابية، او النيابية قبل الرئاسية، اما كلام الرئيس بري لاستغلال الفرصة فهو «جدي جداً» والمصلحة الوطنية والاقليمية تقتضي اعادة التفكير في الامور والاستحقاقات، على حدّ قول المصادرالمقربة من بري…
اما العلاقة السعودية – اللبنانية، فهي مهما كان الكلام فيها، فانه المدخل الطبيعي لحل مختلف المشاكل، وهنا تؤكد مصادر ايرانية ان ايران حاولت مراراً وبأستمرار مدّ اليد الى المملكة السعودية، لكن كل مبادرات ايران لاقت رفضاً سعودياً للبحث في الخلافات البينية والاقليمية بين الرياض وطهران، وهو امر انعكس سلباً على كافة الملفات اللبنانية والاقليمية والواضح ان الرياض لم تقتنع الى اليوم ان اهداف عدوانها على اليمن فشلت ويجب ان تجلس مع «انصار الله» للتفاوض، وان مشروعها في سوريا ايضاً فشل، ويجب ان لا تفشل في لبنان، في حال استمرت بهذا التعاطي المذهبي والطائفي مع اللبنانيين ومع حزب الله ومع الطائفة الشيعية التي تعتبر من المكونات الاساسية في مجتمع السعودية مهما تعرضت للقمع والاعتقال.
وفي السياق يأتي كلام وزير الاعلام رمزي جريج، الذي خرج عن الاصول في مخاطبة الاعلاميين والصحف اللبنانية وفق ما يقوله زملاؤه الوزراء، فهو – اي الوزير جريج – الذي هاجم الاعلام اللبناني يبدو انه لا يستمع الى الاعلام السعودي كيف يفتح النار على طائفة لبنانية وعلى مقاومة لبنان، بشكل معيب ومهين، ومع ذلك لم يخرج جريج ليتحدث عن رفضه لما يتفوه به الاعلام السعودي والتابع له عن المرجعيات الشيعية في لبنان وغير لبنان، لكن المرجعيات الشيعية الدينية خارج لبنان، تعني للمسلمين الشيعة، كما يعني الفاتيكان والبابا للمسيحيين وكذلك كما يعني الازهر للمسلمين السُنة. وهو امر يجب ان يتوقف عنده جريج كوزير للاعلام عندما تتعرض شريحة لبنانية لاوصاف وشتائم من اعلام السعودية الطويل العريض؟؟؟؟