طموحات رئيس «التكتل» في عيون خصومه.. وحلفائه
التمديد لقهوجي «محسوم».. في حسابات «المستقبل»
يعتبر الخصوم السياسيون للعماد ميشال عون انه «متخصص في المعارك الخاسرة، وهو يخوض اليوم آخر هذه المعارك». هي العبارة نفسها تقريبا يرددها من يختلفون على الكثير ويتفقون على «تحسسهم» من طموحات عون ومبادرته وصولا الى الرجل نفسه واسلوبه.
في اوساط «تيار المستقبل» كلام حاسم حول «صعوبة ائتمان ميشال عون على بعض المواقع ـ المفاصل في الجمهورية، فكيف بالجمهورية نفسها؟». يضيف هؤلاء ان «العماد عون، صاحب التخصص في المعارك الخاسرة يخوض اليوم اقساها عليه وعلى لبنان معا. وهو سيخسرها حكما كسابقاتها، لكن الخوف من كلفتها الباهظة على لبنان».
يبدو «المستقبليون» واثقين انه «سيتم التمديد لقائد الجيش جان قهوجي لاعتبارات ظننا سابقا ان عون نفسه سيكون احرص عليها، الا اننا تفاجأنا ان المحسوبيات والمصالح الشخصية والتوازنات العائلية تتقدم عنده على اية مصلحة وطنية او عامة».
يقول احد المسؤولين في «المستقبل» إن «طموحنا وهدفنا ان تسير عجلة المؤسسات فينتخب النواب رئيسا للجمهورية وبعدها يتم تعيين قائد جديد للجيش بالتوافق مع القائد الاعلى للقوات المسلحة، اي الرئيس نفسه. فكيف يرضى عون التنازل عن هذا العرف، هو الذي يطالب بتعزيز وتوسيع الصلاحيات الرئاسية؟ كيف يقبل من كان قائدا للجيش بأن يغيّر قائدا وسط معارك محتدمة على اكثر من جبهة؟ وكيف يقحم المؤسسة العسكرية في صراعات حزبية وسياسية في توقيت حساس وخطير وفي زمن الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية؟».
يعترف «المستقبل» بـ «كفاءة العميد شامل روكز ومناقبيته، لكن تعيينه قائدا للجيش، اضافة الى كونه سابقة لجهة انتمائه الحزبي بحكم الامر الواقع، فان سابقة اخرى يطمح اليها العماد عون بان يحصر في منزله وعائلته رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش ووزارة سيادية لصهره الثاني والنيابة لابن شقيقته. وربما كان من الاجدى حينها تطويب الجمهورية باسمه».
اوساط «الحزب التقدمي الاشتراكي» اكثر ديبلوماسية في التعبير عن اعتراضهم على مبادرة عون «وفي طيها رهانه على انتخابه رئيسا باكثرية اصوات الناخبين الشيعة». يتحفظ الاشتراكيون على «مغامرات غير محسوبة قد تدفع الامور الى مزيد من التعقيدات وتضعنا جميعا امام حائط مسدود. ومع اننا من اكثر العارفين بمساوئ وثغرات النظام اللبناني، الا انه ليس الزمن اليوم مناسبا للمس لا باتفاق الطائف ولا بالنظام».
في رأي احد المسؤولين الحزبيين فان «حراك العماد عون ومبادرته وتمسكه بمواقف لا تلقى اجماعا، ولا حتى توافقا عريضا، انما هي تقطيع وقت في انتظار بلورة التطورات في المنطقة». وما يتجنب «الاشتراكي» الخوض فيه يقوله «المستقبل» من دون مواربة. فبحسب احد نواب «لبنان اولا» فان «حزب الله الذي لا يريد تغييرا في الستاتيكو القائم، لا لجهة قيادة الجيش التي يرتاح اليها ولا لناحية انتخاب رئيس للجمهورية يضيّق عليه خياراته، يترك لعون اللعب في الوقت الضائع. ماذا يخسر الحزب ان قال لعون في السر والعلن نحن معك لرئاسة الجمهورية؟ هو يعرف ان ذلك لن يكون. فلم لا يعده وعد الكمون؟ وان اقرب حلفاء الحزب، اي حركة امل ورئيسها نبيه بري، لا يترددون في إشهار امتعاضهم من سلوكيات عون وأدبياته، وهم لا يثقون مطلقا بامكانية التعاون معه او حتى مع فريقه».
لا يحتاج الاستدلال الى موقف «القوات اللبنانية» الى كثير جهد. وعلى الرغم من حرص غالبية المسؤولين فيها على ابقاء الطريق معبدا امام السعي المتواصل للوصول الى التفاهم المنشود، الا ان مسؤولين حزبيين لا يمكنهم الا ان يسجلوا ان «تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية تم ثلاث مرات بسبب، او بواسطة، العماد عون.. وهذا ليس بمؤشر مطمئن».
هذا في مقلب الخصوم، اما الحلفاء المفترضون، كـ«تيار المردة» و«الطاشناق»، وكلاهما من انصار «الواقعية السياسية»، فيكتفيان اما بتجنب التعليق او اعلان تضامن كلامي مع طرح الجنرال طالما ان كل ذلك سيبقى في اطاره النظري.