النواب الأكارم الممددين لأنفسهم بـ”الافادة” “عظم الله أجركم بعد عاشوراء الروحية والدينية، وعاشوراء البرلمانية”!…
إن تمديد الولاية هو استحقاق يجب أن يناله النائب على ما قدم الى الأمة، فما هي انجازات مجلس النواب الممدّد له لتبرير هذه المكافأة؟
هناك معادلات كثيرة طرحت وفتاوى عدة وضعت بالمزاد، منها التمديد أو الفراغ! الفزاعة التي قذف بها في سوق التداول… مقابل الطرح الآخر بدل حال الشغور هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إن اكتمال النصاب القانوني هو العامل الأساسي ليكون المجلس في حال انعقاد شرعي، وتعرضت عملية اكتمال النصاب الشرعي والدستوري للكثير من الانتكاسات، مع اندلاع السجال العقيم الذي لا ولن ينتهي، لا على الصعيد الدستوري ولا على الصعيد الشعبي.
استقر الأمر أخيراً على اكتمال النصاب… ليتبين أن النصاب هو على التعطيل وليس على التفعيل، وعلى مكافأة الفشل والفاشلين والتشجيع على الكسل البرلماني…
وكما حصل طلاب الامتحانات الرسمية على النجاح بـ”الافادة” وليس بالشهادة ليتساوى من يستحق الفوز عن جدارة ومن لا يستحقه!
لقد برز في المشهد السياسي اللبناني منذ اندلاع “موقعة التمديد”: هذا الزهد النفاقي والزائف لدى بعض من حاول أن يبرر عامل الاضطرار الى التمديد بالتهويل بمخاطر أكبر، بل هم أفرطوا في التعبير الى درجة الغلو وتكرار القول: إنه تمديد الضرورة… وان من وافق على التمديد، انما فعل ذلك من أجل المصالحة العامة… ولكن تذكروا يا سادة “وإذا بليتم بالمعاصي فاستتروا”!
إن قبول النواب بالتمديد من أجل المصلحة العامة… ولو على طريقة مكره أخوك لا بطل! لكن المرجو من بعض أعضاء نادي ساحة النجمة القليل من التواضع الذي يفرح قلب الانسان. أما وقد تم التمديد للمجلس الموقر، فإن الجماهير الهادرة… التي كانت على مقربة من مقر الجلسة النيابية وأياً يكن “قليل عديدنا”… هذه الجماهير لها رصيد شعبي وسعت بكل الجهود المتاحة والممكنة لاطلاق صرخة “الفريق الآخر” إذ هناك فريق شعبي آخر غير مسموع الصوت يرتفع قائلاً: من الذي فوض اليكم ولاية من أربع سنوات جديدة؟ وهم يقولون اليوم: كفى، لقد انتهت صلاحية الثقة الممنوحة لكم وان منحهم الثقة لنواب الأمة لم يكن مدى الحياة!
ويتابعون السؤال: من فوض اليكم التحدث باسمهم… وان تمنحوا أنفسكم الثقة؟ انها عملية سلب منظمة وفي وضح النهار وعلى عينك يا فاجر، في مسرحية التمديد حيث لا مجال لأي بطولة وحيث لا بطل. وكذلك لا يمكن التباهي بالجباه العالية… لأن الجباه مطأطأة وفي حال انحناء خجلاً من نفسها ومن الوطن.
لقد قيل الكثير في التمديد سواء مع أو ضد. ويحسب للرئيس نبيه بري اعلان معارضته الشديدة للتمديد لمؤسسة فاشلة؟ لكن “الضرورات” تبيح المحظورات! وهو قال بالامس إنه على استعداد للتمديد مرات ومرات إذا كان الأمر يهم المصلحة العامة.
على صعيد آخر، وكما أفتى وأجتهد وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ الياس بوصعب بحصول جميع الطلاب على افادات رسمية تؤكد فوزهم جميعاً، نظراً الى عدم تمكن الاساتذة من ممارسة دورهم المعتاد في تصحيح الامتحانات الرسمية بسبب الاضرابات المعلومة. أصبح هذا النموذج باباً للتندر والفكاهة لأنه مبدأ قائم. ومن ذلك القول تعليقاً على عدم امكان اجراء الانتخابات النيابية نظراً الى الظروف الأمنية السائدة أن كل عضو في مجلس النواب الحالي يستمر نائباً بالافادة وليس بشهادة الفوز في الانتخابات والاقتراح يدعو الى منح كل نائب في مجلس النواب الحالي “افادة” وليس شهادة فوز في الانتخابات.
وهكذا يا حضرة النواب الاكارم، التمديد لأنفسكم تم بالافادة وليس بالشهادة والاستحقاق.