ما تمّ تحقيقه وإنجازه بالنسبة إلى الضباط الكبار الثلاثة هو عين العقل والصواب، يدعمه ويؤيّده كل من يريد الخير للبنان. وكل مَنْ يرى أن الأمن والاستقرار هما في حاجة ماسة إلى مؤسسة الجيش السياج الفعلي للوطن، مدعومة من كل القوى الأمنية.
بل كان يجب أن يتم التمديد الثلاثي لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير تلقائياً. ومنذ فترة. ومن دون لجوء بعض المتضرّرين، الذين باتوا يدلّون عليهم بالأصابع، إلى هذه الألاعيب الشوارعيّة، وهذه الحركات السياسيّة التي لا تسمن، ولا تغني من جوع، ولا تغيّر حرفاً مما جاء في القرار.
ما كُتِب قد كُتِب. ولكي يعرف الناس جميعهم أهميّة هذا الإنجاز في هذا الوقت بالذات، يؤكّد المخلصون والغيارى على ندرتهم أن القرار أنقذ البلد من مأزق سياسي وأمني ووطني. ومتى، في بدايات التفاهم الدولي على إخراج دول المنطقة المتضرّرة جداً من مأزق الدمار الشامل والقتل الجماعي مجاناً…
فالأمن هو الأساس في بلد كلبنان لا يحتاج إلى تعريف وتوصيف، وهو الذي وفّر فترة النأي لهذا البلد، وقت كانت النيران والحرائق قد بلغت حدوده من مختلف الجهات.
أياً تكن القوى التي ساندت قرار التمديد، فهذه الخطوة الحكيمة كانت ضرورية إلى حد أنها حالت تلقائياً دون بلوغ الفراغ شبه الشامل المراكز العسكريّة الرئيسيّة، خصوصاً أن الفراغ الرئاسي لا يزال يعدُّ الأيام ويحصي الأشهر…
صحيح أن السفير الأميركي ديفيد هيل أذهله الوضع الأمني “النموذجي” الذي يسود طرابلس، إلا أنه لم يمر مرور الكرام، بل أصرّ على أن يشير إلى أن الجيش وقوى الأمن الداخلي قاما بعمل مدهش، وبطريقة مثالية لصون الأمن والاستقرار في طرابلس، وباقي مدن لبنان وكل أرجائه: إن الأداء الأمني الأعلى للجيش وعمله في مكافحة الارهاب هما أمران حيويان.
وللمناسبة، وبين قوسين، شاء المستر هيل أن يودّعنا بعد أن يطمئننا إلى “أن المنطقة ستتأثر إيجابيّاً بالاتفاق النووي، وفي مدى غير طويل.
إذاً، تكاثرت وتكدّست الأسباب والعوامل التي تدعو القوى السياسيّة، التي تعتبر نفسها متضرّرة من “التمديد”، إلى التريّث في ردود الفعل. ولا بأس إن عدّ الذين يهدّدون بالإضرابات الشعبيّة، والتظاهرات، والانتشارات، إلى المئة والألف والمليون قبل الإقدام على أية دعسة ناقصة.
فالبلد غير قابل لأي استغلال جديد في سبيل النكايات أو الانتقامات. والناس منهمكون في أمورهم المعيشيّة والمستقبليّة وسط هذا الفراغ الذي يريده بعض المتضرّرين أبدياً.
أعجبني عنوان التحليل السياسي الذكي للزميل إميل خوري، فاستعرته لأختم به “نهاريات” اليوم: “لأن زمن الرجال العمالقة ولّى في لبنان، العبور الى الدولة صار عبوراً إلى الفراغ”.