اشارت مصادر ديبلوماسية إلى ان تصرف المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين خلال المفاوضات الجانبية التي جرت للتمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل ” الشهر الماضي أثار التباسا وتساؤلات محيرّة، بعد محاولته أكثر من مرة، دعم موقف إسرائيل، لتقليص مدة التمديد من سنة، بناء لطلب الحكومة اللبنانية، الى ثلاثة اشهر في المرة الاولى،بناء لطلب إسرائيل، وعندما ووجه بالرفض من الجانب اللبناني، عاد لطرح التمديد لستة اشهر في المرة الثانية، ولكنه لم ينجح بذلك ايضا، بسبب الرفض القوي من لبنان والدول الداعمة للتمديد لقوات اليونيفيل إلى سنة كاملة، وفي مقدمتها فرنسا، إلى ان صدر قرار التمديد لمدة سنة في النهاية لمصلحة لبنان، وفشل إسرائيل في فرض شروطها بهذا الخصوص.
واعتبرت ان انحياز هوكشتاين لإسرائيل هكذا علناً في عملية التمديد لليونيفيل ، لم يؤدِّ الى قيام الديبلوماسية اللبنانية بجهد دؤوب لانجاح عملية التمديد فقط ، وانما ترك استياء واضحا لدى الجانب اللبناني، وخشية من تمدد هذا التصرف الى مهمة الوساطة التي يتولاها المستشار الرئاسي الاميركي، للتوصل إلى تفاهم لانهاء التوتر والاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية ، والمساعدة لحل مشاكل الحدود الجنوبية، ما قد يزيد من التعقيدات والصعوبات، ويؤدي إلى فشل مهمته بالنهاية، وابقاء التوتر وعدم الاستقرار على حاله.
وتكشف المصادر الديبلوماسية عن اتصالات جرت بعد عملية التمديد لليونيفيل مباشرة،بين هوكشتاين ومسؤولين لبنانيين، ودبلوماسيين اميركيين في بيروت،تخللها نقاش مفصل حول ما جرى وخلفياته،وما اذا كان يعبر عن موقف الادارة الاميركية او باجتهاد شخصي منه ، وفهم انه تم توضيح حقيقة ما حصل، وبأنه لا يعبر عن الموقف الاميركي الرسمي، والاتفاق على تجاوز ما حصل وتجنب تأثيره على مهمة الوساطة لهوكشتاين.
واستبعدت المصادر ان تترك تصرفات هوكشتاين على هامش التمديد لليونيفيل، اي تفاعلات سلبية على المهمة الاساس للمستشار الرئاسي الاميركي للتوسط في انهاء التوتر السائد على طول الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل، والتوصل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة، واكدت ان مهمته مستمرة في الطريق المرسوم لها، وتم تذليل العديد من العقبات، بينما حل بقية المشاكل مرتبط بانتهاء حرب غزّة.