IMLebanon

بكركي وواشنطن على خطّ اليرزة: التمديد حتماً

 

تدخل مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في مرحلة حاسمة، فقد رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منسوب الضغط على أفرقاء الداخل سواء المسيحيين المعارضين للتمديد أو المسؤولين عن هذا الملف، بينما كثّفت السفيرة الأميركية دوروثي شيا جولاتها، ما يوحي قرب تحقيق خرق في الأيام المقبلة إذا لم تحصل مفاجأة.

 

ويعتبر البطريرك من أشدّ المتحمسين لبقاء قائد الجيش في منصبه لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولن يقبل البطريرك إفراغ قيادة الجيش في هذه المرحلة الأمنية الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة.

 

واحتلّ موضوع التمديد للعماد عون الحيّز الأكبر من زيارة شيا بكركي، إذ أطلقت مقاربتها من تحديد المخاطر التي ستصيب لبنان إذا انهارت المؤسسة العسكرية. وتُعتبر شيا من أكثر المسؤولين الأميركيين متابعةً للدعم الأميركي للجيش اللبناني، ومطّلعة على سير المؤسسة في زمن الانهيار.

 

قالها البطريرك الراعي أمام السفيرة الأميركية بصراحة وبلهجة حاسمة، إنّه لن يسمح بتمدّد الفراغ إلى قيادة الجيش، فالبديل من جوزاف عون في هذا الزمن الحساس هو الفوضى، وإذا كان هناك بعض الثقة في البلد فهو بسبب نشاط المؤسسة العسكرية وعملها، والثقة فيها من الداخل والخارج. وأكّد الراعي إستمراره في اتخاذ الخطوات والتواصل مع المسؤولين للحفاظ على إستقرار الجيش والبلد، ولن يسمح بإطاحة عون من أجل مكاسب سياسية ورئاسية.

 

لم يكن رأي شيا بعيداً من موقف الراعي، فواشنطن تريد التمديد لقائد الجيش، والبطريرك على علم بالموقف الأميركي، لكن واشنطن لا تتدخّل في تفاصيل التمديد، بل تعتبر هذا الموضوع من إختصاص الحكومة أو مجلس النواب، بينما أبلغت شيا كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم عدم السماح بمسّ الإستقرار الأمني وإهتزاز المؤسسات العسكرية الشرعية، وإلا ستكون العواقب وخيمة على الداخل.

 

أطلعت شيا البطريرك الماروني على أجواء اللقاءات ببقية المسؤولين، وتبدو واشنطن حاسمة في ملف قيادة الجيش، ما أراح الراعي الذي سيظلّ يرفع الصوت ولن يسمح بإفراغ المؤسسة العسكرية من قياداتها، وهو يجاهر أمام السفيرة الأميركية وأمام الإعلام والرأي العام بموقفه المؤيّد لبقاء جوزاف عون في اليرزة إلى حين انتخاب رئيس.

 

ولم يغب ملف رئاسة الجمهورية عن لقاء الراعي – شيا، ولا تغيير في موقف السفيرة الأميركية وهو ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعلى مجلس النواب إتمام هذه العملية ولا دخول في لعبة الأسماء، لأن هذا الأمر ليس من إختصاص دولتها.

 

وعلى رغم طلب الراعي مساعدة واشنطن في ملف الرئاسة الذي يحمل تعقيدات داخلية وإقليمية ودولية، تؤكّد شيا أنّ هذا الموضوع من مسؤولية اللبنانيين، وعلى النواب مساعدة الشعب عبر العملية الإنتخابية وإنتخاب الرئيس الأفضل وعدم إنتظار الخارج، لأنّ الدول مشغولة بحرب غزة ومخاطر تمدّد الصراع إلى دول الجوار.

 

لم تحمل شيا إلى بكركي تطمينات حاسمة في شأن عدم تطوّر الوضع في الجنوب، فواشنطن تردّد وتشدّد على ضرورة ضبط الوضع جنوباً وعدم جرّ البلاد إلى حرب، وإحترام القرار 1701 الذي يؤمّن مظلة حماية للبنان، وإلا قد تصل الجبهة الجنوبية إلى حالة إنفجار وتمتدّ الحرب إلى كل لبنان وعندها سيدفع البلد كله الفاتورة الأعلى بسبب حجم التدمير الذي سيصيبه ولا قدرة له على تحمّله.

 

تعتبر واشنطن أنها قامت بما عليها لحماية إستقرار لبنان وأمنه، وهذا من صلب إهتماماتها، لكن إذا كان هناك فريق يريد اللعب بالنار ولا يأخذ التحذيرات الأميركية على محمل الجدّ فهذه مسؤوليته، خصوصاً أنّ إسرائيل في حالة حرب.

 

تقدّم ملف قيادة الجيش على ملف الفراغ الرئاسي خلال لقاء شيا البطريرك الماروني، والأهم يبقى تمنّي البطريرك على السفيرة العمل من أجل حماية لبنان لئلا يدفع الشعب ثمن حرب لم تقررها دولته ولا يريدها، إضافةً إلى تكرار طلب المساعدة لإنهاء الفراغ في بعبدا.