Site icon IMLebanon

يجمعهم «ريموت كونترول»

 

 

ليس ثمة شكّ، كما انه ليس جديداً، أن لا حلّ لمشاكل لبنان وأزماته ولأي مأزق فيه الّا بملء الشغور الرئاسي. ومن أسف يلامس الألم أن الجميع يقولون هذا الكلام ويردّدونه، ويتغرغرون به «ع العمّال وع البطّال» ومع ذلك فلا يتحرّكون جدّياً لانجاز هذا الاستحقاق المصيري. يتذرّعون بأن الخلافات السياسية المتفاقمة تحول دون تأمين النصاب الدستوري لانتخاب الرئيس جرّاء تلك الصراعات . في تحليلٍ أوّلي يبدو هذا الجواب منطقياً، ولكن على أرض الواقع والمحكّ هو ليس أكثر من التهرّب.

 

والسؤال الذي يطرح ذاته، بإلحاح، في هذا السياق هو: لقد تبيّن بما لا يقبل أي شكّ او جدال ان النواب من مختلف الاتجاهات، بمن فيهم الذين تنشب في ما بينهم أشدّ الخلافات، كانوا قد التقوا على أن يجتمعوا تحت قبّة البرلمان للتمديد للعماد قائد الجيش جوزاف عون، فلماذا لديهم القدرة ان يقفزوا فوق خلافاتهم وصراعاتهم ليمددوا للقائد أو يؤخّروا تسريحه، ولا يقدرون على ان يجتمعوا في القاعة العامة ايّاها في ساحة النجمة، لينتخبوا رئيساً للجمهورية؟

 

الجواب محزن وفضائحي: لأنهم مشدودون الى مرابط الخارج! ومَن يعترض على هذا الاستنتاج فليبرهن لنا عكسه. نقول هذا سيّان أمدّدوا للعماد قائد الجيش أم لم يفعلوا. واستطراداً نقول ان المرجعيات الاقليمية والخارجية للكتل والنواب، في معظمهم، كانت قد أذنت لهم التمديد، ولم تسمح بعد بإنجاز الاستحقاق الرئاسي المهم… وأما النواب، لاسيما التابعين منهم الى مرجعيات معلميهم في الداخل الذين هم بدورهم «مربوطون» في الخارج، فلا حول لهم ولا طول سوى ان يكرّروا ما يقوله أسيادهم.

 

فعلاً انها مهزلة المهازل، يجتمعون  بالأوامر ولا يجتمعون لان الاوامر المعاكسة هكذا قد أمرت. وأما رؤساء الكتل فقصة مبنية على الأحقاد والضغائن والكراهية، وأيضا «تركيب الخوازيق» بعضُهم للبعض الاخر.

 

باختصار، سيبقى لبنان غارقاً في مستنقعات الانهيار ما بقي قياديوه يؤثرون مصالحهم الخاصة على ما سواها.