Site icon IMLebanon

عينكم على الأمن

أعرب القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز، عن قلقه ازاء الأمن في لبنان. كلامه أمس من قصر بسترس، إثر لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حمل نذراً كثيرة من التشاؤم.

هذا التحذير الأميركي يتقاطع مع تحذيرات اوروبية سبقته تلقتها الجهات والأجهزة المعنية وقد نقلت الى مرجعيات خارجية، كما تلقاها قياديون من غير طرف من أطراف المشهد السياسي في لبنان.

ويزداد القلق كون الساحة اللبنانية تغص بالأجانب قدر ما باتت مسرحاً للعملاء والجواسيس من مختلف أنحاء العالم، ناهيك بمن يرتبط بالإرهاب على أشكاله وأنواعه كافة… هذا الإرهاب الذي تلقي الأجهزة الأمنية القبض يومياً تقريباً على منخرطين في نشاطاته أو منتمين إليه. والإعترافات العلنية التي يدلي بها هؤلاء، خصوصاً أمام الأجهزة ثم في التحقيق ومن ثم في المحكمة، تثير الذعر للتخطيط الدقيق ولكثرة المخططين ولتوزع الخلايا في مناطق متعددة من البلد.

وفي هذا الوقت بالذات يأتي إطلاق ميشال سماحة المدان بجريمة نقل أسلحة الدمار من المتفجرات، ليثير عشرات علامات الإستفهام المحقة، ما استفز عن حق وحقيق الكثيرين من اللبنانيين الذين ليسوا بالضرورة منتمين الى فريق 14 آذار وحده. خصوصاً وأن وقائع ضبطه بالجرم المشهود تكشفت عن مخطط مروّع كان من شأنه، لو نفّذ، أن يوقع كمّاً كبيراً من الضحايا، إضافة الى تدمير شامل.

صحيح أنّ الأجهزة الأمنية «حاضرة ناضرة» كما يقول المثل العامي… وهي التي تضع يدها على المخططات الإرهابية، قبل وبعد إعتقال المنفذين والمخططين، وهذا ما يتساوى فيه الأمن العام بشعبة المعلومات وبمخابرات الجيش (باعتبار أن الخلافات المعروفة تعطّل فاعلية «أمن الدولة») نقول ان ذلك صحيح ولكن إطلاق ميشال سماحة يبدو وكأنه يشجع الإرهابيين، باعتبار أن المخطط الذي كان مشرفاً على تنفيذه، والذي نقل في سيارته أدواته التنفيذية، يشكل عملاً إرهابياً موصوفاً بالغ الخطورة.

ونعود على بدء لنقول ان الأمن يجب أن يكون قبل الرغيف، وفق الشعار / القاعدة الذهبية التي أطلقها الرئيس المرحوم الياس سركيس في مطلع عهده… أمّا وأنّ الرغيف بات عزيزاً جداً لدى جماعات كثيرة في لبنان، فليبقَ الأمن مصاناً، وهو فعلاً ممسوك بدقة على ما قال قائد الجيش العماد جان قهوجي وانطلاقاً ممّا تحققه الأجهزة الأمنية، المشار اليها، على الأرض، في وقت يتصدى الجيش للإرهابيين في الجرود ويفشل اعتداءاتهم اليومية على مواقعه ويردهم على أعقابهم صاغرين.

وفي تقديرنا المتواضع انه لابد من أن يحظى الحوار بدفعة قوية الى الأمام تنقله من اللياقات والعموميات الى التوافق على قرارات حاسمة تنعكس إرتياحاً عاماً وأمنياً كذلك، قبل أن يفلت الملق ولا يعود ينفع الندم.