Site icon IMLebanon

F16  تسقط السوخوي

الحادث الذي حصل بالأمس القريب وكانت نتائجه سقوط طائرة «سوخوي 24» الروسية التي بدأت العمل والتمارين منذ شهرين وهي تقتل الجيش الوطني الحر والشعب السوري الآمن: أطفالاً ونساء وشيوخاً وشباباً، وذنبهم الوحيد أنهم لا يريدون المجرم بشار الأسد الذي يقتلهم يومياً منذ 5 سنوات تقريباً وقد بلغ عدد القتلى نحو 500 ألف مواطن.

والسؤال الكبير أنّ السوخوي موجودة في العمل منذ شهرين تقريباً فلماذا قررت أميركا معاقبة روسيا الآن؟ ولماذا أرادت أن ترسم لها «حدودها»؟

ولماذا أمرت أميركا تركيا بـ«المنطقة الآمنة»؟

الجواب على هذه الأسئلة بكل بساطة ووضوح أنّ أميركا وافقت على دور لروسيا ولكن هذا الدور ضمن مقررات مؤتمر ڤيينا 1 وبشروط أهمها وأولها التخلي عن بشار.

إذاً الشرط الرئيسي لعملية السلام إزاحة بشار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات نزيهة بإشراف دولي وأممي.

وروسيا دخلت الى سوريا بعدما خسرت العراق وخسرت ليبيا وهي خائفة من خسارة سوريا.

صحيح أنّ أميركا أعطت دوراً لروسيا بعملية نقل الأسلحة الكيميائية، ولكن روسيا تهرّبت من عملية السلام في سوريا تحت حجج وذرائع واهية، ولعبت «من وراء ظهر» أميركا، ثم ذهبت الى إيران لكي تعقد صفقات السلاح ظناً منها أنها ستكسب سوقاً غنياً ومهماً.

نعود الى الإجتياح الروسي لأوكرانيا والعقوبات التي فرضتها عليها دول الغرب وبالذات واشنطن ما جعل روسيا تعاني وضعاً إقتصادياً صعباً ظهرت تداعياته العديدة:

1 – خسارة سعر الروبل 65٪ من قيمته.

2 – إنخفاض سعر برميل النفط من 110 الى دولارا. 40

3 – إنخفاض أسعار الذهب.

4 – عدم السماح بأي تحويلات مالية من وإلى روسيا.

نعود أيضاً الى أنّ بوتين ظن أنّه بدخوله سوريا سوف ينافس أميركا ويعود الى موقعه كدولة عظمى ولن تبقى أميركا لوحدها.

أيضاً انّ توقيت إسقاط السوخوي جاء رسالة رد من أميركا الى بوتين على الاتفاق الاستراتيجي بينه وبين إيران.

نسَي بوتين أو تناسى أنّ 65 دولة تؤيّد إزاحة بشار بينما لا يؤيّده سوى دولتين هما إيران وروسيا.

ثم انّ الموقف التركي لا يستند فقط الى الخلاف مع روسيا على الوضع العام في سوريا ومصير بشار، بل أيضاً ازداد هذا الموقف حساسية بالهجوم الذي شنته طائرات بوتين على مناطق التركمان حيث سقطت ضحايا كثيرة، وتركيا تعتبر ذاتها مسؤولة أخلاقياً عن التركمان حيث هم منتشرون في العالم.

من هنا كان الكلام المنسوب الى بوتين أمس، إذا صحّ صدوره عنه، يشير الى فقدانه أعصابه، فقد نسبت إليه وكالة «ايترتاس» الروسية للأنباء أنّه أشار الى أنّ «الأتراك أعلنوا الحرب علينا عبر إسقاطهم طائرتنا الحربية»، لافتاً الى أنه دعا «الاميركيين الى تكميم كلبهم المسعور في تركيا».

وشدّد على أنّ «الإنتقام هو الرد الذي سيتلقاه الديكتاتور التركي، فنحن سعينا الى حل سياسي للأزمة السورية ولكن جهات دولية تريد إشعال الحرب ومنها تركيا»، معلناً أنّ «صبرنا بدأ ينفد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعصابته المجرمة المتورطة في كل اعتداءات «داعش» الإرهابية».

واضح أنّ مثل هذه التعابير لا يمكن أن تصدر عن زعيم دولة عظمى يحترم نفسه ويحترم شعبه.