اليوم؛ قرّرت الدخول من الباب مباشرة لأضع يدي على خلاصة الكلام، فمنذ «بثّ» وليد جنبلاط سموم فكرته «الشيطانيّة» في أُذن سعد الحريري ـ ليزيح جنبلاط عن كاهله عبء قانون الانتخابات المقبلة ـ إذن النقطة الأولى التي جمعت الثلاثة أنّهم لا يُريدون النسبيّة قانوناً إنتخابياً، الرئيس سعد الحريري وسليمان فرنجية ووليد جنبلاط، الثلاثة يُدركون أنّ النسبيّة ستطيح بهم وبكتلهم الانتخابيّة!! خلال انتخابات العام 2000 حكي الكثير عن ضرورة استثناء زغرتا لتخوض انتخاباتها وفق قانون القضاء حتى لا يرسب سليمان فرنجية في الانتخابات، إذن النقطة الأولى هي الخوف من قانون النسبيّة.
النقطة الثانية؛ تلقيتها بالأمس على صيغة خبر من داخل لقاء جمع نائب ووزير في دارة الأول، وللمفارقة أنّ بعض ما دار في حديثهم كان عن «التشكيلة الحكوميّة» المفترض أنها ستكون أوّل حكومات سعد الحريري في عهد سليمان فرنجيّة، قيل لي كلّ يعرف حصّته ووزاراته، واستوقفني كثيراً ما نُقلَ إليّ عن حوار دار عن احتفاظ الرئيس سعد الحريري لنفسه بوزارة النّفط!!! وحقيقة لا أعرف هل أصدّق هذا الخبر «النفطيّ» أم أكذّبه، لكن ما أنا متأكدة منه أنّ «التحاصص» ديدن السياسيين في لبنان.
النقطة الثالثة والأخيرة، وهي الأهم عندي لأنّ الأوطان والشعوب هي الباقية والسياسيّون سيأتي يوم ويرحلون وسيحاسب الناس تاريخهم، منذ أيام وأنا أدأب على متابعة موقع التواصل الإجتماعي FaceBook، بعدما هدأ الصخب والغضب من إعلان إسم سليمان فرنجية إلى العلن كمرشح سعد الحريري لرئاسة الجمهورية، حتى تبلورت بالأمس حالاً ستحافظ على جمهور 14 آذار من المسلمين، الناس الشريحة الحقيقية والكبرى من جمهور 14 آذار، وجدت ثقباً في جدار الصدمة والأزمة التي قادنا إليها مجدداً وليد جنبلاط، ويتحمل وحده مسؤوليتها كما يتحمّل مسؤولية أزمة النفايات الكبرى بعد فشله في أخذ العطاء المغطّى باسم رياض الأسعد وهو في الحقيقة مشروع تيمور وأصلان جنبلاط!!
أمس فقط أدركت كيف صنع الفايسبوك في العالم العربي ثورات وهزم حكومات وديكتاتوريات، وما قرأته جعلني أتأكد أن اللبنانيين لا ييأسون، وأنهم لن يقبلوا أن يُفرض عليهم سليمان فرنجيّة رئيساً مهما كان الثّمن، في لحظة وجد المشروع طريقه إلى التفاعل بين أصدقاء العالم الافتراضي، وهذه الفكرة ستتحوّل قريباً جداً إلى حقيقة لأن أصحابها مستعدون لتنفيذها… وهذا بعض من الحوار ومن دون تدخلٍ في صياغته:
فيليب الحاج أنا مع إعلان القوات تيار وطني عابر للطوائف. اللي ما عاجبه يتخلّى عن أنانيته الطائفية يلحق الطائفيين. طول عمرنا معنا رفاق إسلام، ما في مشكل إذا كان معنا نخب إسلامية.
Habiba Darwich من جهتي مش بس بحضر قداس كمان عندي بالبيت الإنجيل حد القرآن..
Omar Saeed Chebli إلي 4 سنين منتظر يقبلوني بالقوات، ولو ما قبلوا أنا قواتي مش ع كيفن أنا مع مشروع الوطن القواتي.
Coco Khoury محبة الوطن لا يلزمها دين معين يلزمها أخلاق ومبادىء مشتركة.
Fadi Azar أهلاً فيك خيي عمر انا كفيل انت مقبول ومناضل وقواتي.
Ahmad Nadaf الجميل في جمهور القوات إنه إذا اختلف مع تيار المستقبل سياسياً يُبقي شباب القوات الخلاف سياسي وأخلاقي. أما مع حزب الله وحركه أمل وتيار فرنجية وميشال عون فيتحوّل الخلاف طائفي مذهبي لا أخلاقي وهجوم على السُنّة وشباب السُنّة واتهام السُنّة بالداعشية.
Samira Soueidan أنا أتمنى أن أنتمي إلى القوات اللبنانية.
Maroun Bader كل اللحظات الذهبية التي عاشها هذا الوطن كانت أيام كان المسلمون والمسيحيون يقفون على احترام بعضهم البعض… وقد حققنا بالوحدة المسيحية – الإسلامية وبيوم واحد ما عجزنا عن تحقيقه بعشرات سنين القتال والآلاف الشهداء…. المهم الآن… أن نرى بالشطر الاسلامي من الوطن أن اليد لا تزال ممدودة حفاظا على وحدة الدم الممزوج خاصة في شهداء 14 آذار ولا زلنا عند املنا بثبات سعد الحريري عند كلمته (الموت فقط يفرقني عن حلفائي) ونحن ندعو له دائما بطول العمر… لتطول الوحدة.
Jean Salah Stephan أنا معجب بالذي اقرأه وهذا البلد الذي حاربت ليبقى… ولكن العمر والزمن علمني التروّي والصبر.
ومن هنا؛ من هذا الهامش أدعو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى جعل حزب القوات اللبنانيّة حتى تكون عابرة للطوائف، ففي هذه اللحظة العصيبة فاجأني مسلمون كثر باستعداهم ورغبتهم في الانتساب للقوات اللبنانيّة، وهذه لحظة مفصليّة تنظم فيها القوات العقد اللبناني، فيما يبدو أنّ وليد جنبلاط وسواه ماشون في «فرطه» و»إحباطه» و»تدمير قواه»…
لست خائفة على 14 آذار، ومنذ اليوم أقول «هذه تسوية فاشلة خادعة» وأنها لن تتجاوز حدود الغبار الذي أثارته، والذي كانت شعبيّة ومكانة دولة الرئيس سعد الحريري وجمهوره بغنى عنها في هذا الوقت!!