IMLebanon

تسهيل حلّ الأزمة أم زيادة الضغوطات جرّاء تصاعد المواجهة العربية مع طهران

تساؤلات عن مدى تأثير تغيير خريطة القوى الإقليمية بزعامة السعودية على لبنان

تسهيل حلّ الأزمة أم زيادة الضغوطات جرّاء تصاعد المواجهة العربية مع طهران

ظهور القوة الجديدة في المنطقة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية بالمنطقة العربية بعد عملية «عاصفة الحزم» باليمن لا بدّ  وأن تؤثر بشكل فاعل على مسار الصراعات

 والحروب الأهلية لا سيما في سوريا والعراق

طرحت التحوّلات الأخيرة في المنطقة والناجمة عن التقارب السعودي – المصري والسعودي – التركي، جملة تساؤلات واستفسارات وتوقعات عن التبدلات المحتملة في موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومدى تأثيرها في مواجهة التدخّل الإيراني في العديد من الدول العربية ولبنان من ضمنها ومكافحة ظاهرة الإرهاب المتنامي في أكثر من دولة عربية وأجنبية على حدٍّ سواء.

ولعلّ أهم التساؤلات المطروحة إزاء هذا التقارب المستجد والمرتكز على قدرات بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة، هو عن التأثيرات المرتقبة لهذه التبدلات المتسارعة على الأزمة المتعددة الجوانب في لبنان، وهل تساهم في تسريع الحلول المطروحة أم تنعكس سلباً وتؤدي إلى زيادة التعقيدات والصعوبات أمامها؟

تُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن ما حصل في الأيام الأخيرة على صعيد التقارب السعودي – المصري والسعودي مع تركيا يرقى إلى مستوى التحالف في بعض جوانبه بين أكبر ثلاث دول إسلامية لديها طاقات بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة وتتوزع في حلقة جغرافية حسّاسة، قد رسم معالم خريطة توزيع قوى جديدة ومؤثرة من شأنها أن تُحدث تبدلات في مجرى الأحداث والأزمات والصراعات الدائرة في المنطقة العربية عموماً وفي الدول التي تشهد حروباً وصراعات تغذيها وتشارك فيها إيران والميليشيات التابعة لها، لأنه لم يعد بالإمكان تجاهل نشوء هذا الواقع الجديد أو القفز فوقه أو التقليل من أهميته وتأثيره بل يتطلّب الأمر التعاطي مع هذه المستجدات المتسارعة بكل جدّية لتفادي الاضرار الناجمة عن مواجهتها في المرحلة المقبلة.

وتعتبر المصادر ان لبنان سيتأثر بالطبع جرّاء رسم موازين قوى جديدة في المنطقة العربية، لأنه جزء من هذه المنطقة ويتفاعل معها سلباً أو إيجاباً كما حصل في احداث وتطورات سابقة على مر السنين، وكذلك بسبب نفوذ النظام الإيراني من خلال «حزب الله» في الداخل اللبناني وإمعانه في استعماله كمنصة لتنفيذ سياسات إيران وتدخلاتها وارتكاباتها في المنطقة العربية والعديد من دول العالم لغايات ومصالح إيرانية تتعارض كلياً مع مصلحة لبنان والشعب اللبناني كما دلت الوقائع خلال العقود الثلاثة الماضية.

اما لناحية التأثيرات المرتقبة لهذه التحولات على حل الأزمة اللبنانية بمجلها، تُشير هذه المصادر إلى انه وبالرغم من اعتراف خصوم هذه التقاربات وخصوصاً حلفاء إيران بأهمية ما حصل ونهيهم من نتائجه ومؤثراته، وقلقهم من تفاعلاته بالداخل اللبناني وخارجه، الا انه ما يزال مبكراً إعطاء أي توقعات أو استنتاجات مرتكزة إلى مفاعيل واقعية ومؤثرة لهذه المستجدات.

فهناك من يعتقد ان ظهور هذه القوى الجديدة في المنطقة العربية على هذا النحو وهي تشكّل الدول الأساس برئاسة المملكة العربية السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية بالمنطقة العربية وتضع نصب اعينها وضع حدّ له بشكل حاسم بعد عملية «عاصفة الحزم» باليمن وما حققته حتى الساعة من نتائجة مؤاتية، لا بدّ وأن تؤثر بشكل فاعل على مسار الصراعات والحروب الأهلية لا سيما في سوريا  والعراق ولو استغرق الأمر بعض الوقت ولبنان قد يستفيد جزئياً أو كلياً من إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وهذا سينعكس إيجاباً على حل الأزمة التي يتخبّط فيها جرّاء تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية واستمرار وجود السلاح الميليشيوي لدى «حزب الله» متفلتاً من أي ضوابط شرعية بمعزل عن موافقة معظم اللبنانيين.

وهناك وجهة نظر أخرى لدى البعض تعتبر ان التقاربات الجديدة ستزيد من حدة التأزم بالمنطقة العربية ولن تساهم في حل وتبريد الأزمات والصراعات القائمة ولبنان من بينها لأن النظام الإيراني ليس في وارد تقليص تدخلاته أو انهاءها في الوقت الحاضر هكذا وبلا ثمن ملموس، إن كان في سوريا أو لبنان، وهذا يعني ان المواجهة بين الدول الثلاث المنضوية تحت عباءة هذا التقارب الجديد مع النظام الإيراني ستستمر وتأخذ اشكالاً وأوجهاً جديدة وهذا بالطبع سينعكس على الداخل اللبناني وعلى الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ ما يقارب السنين وحتى اليوم وباتت تنذر باستيلاد أزمات أخرى متتالية في مختلف المؤسسات والمرافق الرسمية كما هو معلوم.

وبالرغم من اختلاف التوقعات والاستنتاجات المرتقبة جرّاء هذه التبدلات على لبنان والمنطقة العربية، الا ان هناك اعترافاً واضحاً من كل الأطراف بأن واقعاً جديداً قد وجد ولا بدّ من التعاطي معه بواقعية.