Site icon IMLebanon

«الفصائل» لتحييد المخيمات: أين لجنة الحوار؟

مخاوف من تحول اللاجئين إلى «قنابل موقوتة»

«الفصائل» لتحييد المخيمات: أين لجنة الحوار؟

ثمة عمل فلسطيني جدي في هذه الأيام تقوم به الفصائل المختلفة، على خط تحييد الشتات الفلسطيني في لبنان، خصوصاً في المخيمات، عن أي تورط تخريبي يهدّد المخيمات والجوار وبالتالي أمن لبنان الوطني.. وقضية اللاجئين.

ثمة اتهامات كثيرة وخطيرة للفلسطينيين في لبنان بالتورط في مخططات إرهابية انطلاقا من المخيمات التي يقول البعض إنها باتت تشكّل منطلقاً لهذه الأعمال، وخصوصاً مخيم عين الحلوة.

وتجهد الفصائل، على اختلافها، سواء تلك المنضوية في «منظمة التحرير» أو في «تحالف القوى»، على الأرض لمواجهة أي امتداد لقوى سلفية ذات منحى تكفيري تريد العبث بالأمن اللبناني. وتقول مصادر فلسطينية مطلعة، أن ثمة مبالغات في تصوير عين الحلوة مرتعاً لقوى تكفيرية باتت تسيطر على مناطق واسعة فيه. وتشدد تلك المصادر على أن لا ظاهرة تكفيرية في المخيمات، حتى انه لا وجود لتيارات ذات اعتبار في هذه المخيمات، ولا مناطق أو أحياء خاضعة لها، من دون انكار حقيقة وجود عناصر متعاطفة مع قوى مسلحة متشددة مثل «داعش» و «النصرة»..

من هنا، يشكل هذا الامر محل متابعة دقيقة، سياسية وأمنية، من قبل الفصائل التي تؤكد أوساطها أن ثمة عناصر، محل شكوك، يتم رصدها من قبلهم، وقد تم ابلاغها، من قبل فصائل إسلامية، ان العبث بالامن اللبناني، كما داخل المخيمات، ممنوع. لا بل اكثر من ذلك، فقد أبلغت تلك العناصر انه سيتم التعامل معها بحزم وبقوة، في حال شكلت أي تهديد للاستقرار الفلسطيني او للعلاقة مع الجوار اللبناني.

في كل الأحوال، تؤكد هذه الأوساط ان تركيز بعض وسائل الاعلام على وجود تكفيري في المخيمات، «لا يكتسب مصداقية، وقد تم نقل هذا الامر الى المرجعيات اللبنانية الأمنية، إضافة الى مراجع حزبية هامة في لبنان». وقد طالبت الفصائل، حسب الأوساط، المرجعيات التي التقتها بتقديم لوائح بالاسماء المشبوهة لكي يتم التحرك بوجهها، الا انها لم تتلق حتى الآن أي من تلك الأسماء، برغم أن أحد الأجهزة اللبنانية سلم اسما أو أكثر في صيدا!

على ان المتابعين للشأن الفلسطيني يطالبون بمقاربة مسألة أمن المخيمات من زاوية إيجابية، ويشدد هؤلاء على أن الوجود الفلسطيني في لبنان لم يصدر عنه ما يهدد الامن اللبناني، وقد تعرض لاختبار هام منذ اندلاع الأحداث السورية، الا ان الفلسطينيين في لبنان لم يتعرضوا بالتهديد لهذا البلد المضيف لهم، وقد شكلت مخيمات اللاجئين المجاورة للضاحية الجنوبية خير مثال على ذلك، و «في ذلك دلالة مذهبية كبيرة» على حد تعبير المصادر الفلسطينية.

من هنا، حافظت المخيمات، حسب هؤلاء، على هويتها، والأهم على «معادلة ثلاثية» قوامها: أولا، مجابهة أي صراع فلسطيني فلسطيني. ثانيا، مواجهة أي صراع فلسطيني لبناني. ثالثا، الوقوف بوجه أي فتنة سنية شيعية في لبنان. وقد أدت تلك المحرمات الى تحييد الفلسطينيين على قاعدة رفض استجلاب التوترات الإقليمية وعدم التحول إلى أداة شحن مذهبي.

وإذا كانت القاعدة الفلسطينية الشعبية متفقة مع الفصائل على خطورة المرحلة، ثمة تحد اجتماعي امامها في ظل تقليص وكالة «الأونروا» خدماتها. هذا الواقع يثير مخاوف من تشريد شرائح فلسطينية قد تصبح في مرمى مستقطبيها من الإرهابيين، وهو الأمر الذي يطال خصوصا النازحين الفلسطينيين القادمين من سوريا، ما قد يحول اللاجئين الى «قنابل موقوتة»، حسب المتابعين.

يحذر الفلسطينيون من خطورة هذا الأمر ويضعونه في إطار سياسة دولية لتوطين اللاجئين في لبنان. وقد شرعت الفصائل في حركة احتجاج شعبية قبل أشهر لكنها سرعان ما توقفت، نتيجة ما يشير اليه البعض من ضغوط تعرضت لها الفصائل، تارة تحت عنوان عدم الاقتراب من المكاتب الرئيسية لـ «الأونروا»، وتارة أخرى بذريعة «الحجج الأمنية الجاهزة»!

المؤسف أن كل ذلك يجري في غياب تام للحوار بين الفلسطينيين بكل مكوناتهم وبين لبنان ممثلا بلجنة الحوار وباقي الجهات الرسمية المعنية.