IMLebanon

فضل شمندور وعمر بكري وجهان لعملة واحدة

هل يرتكب المعنيون خطأً قاتلاً في ترتيب مخرج لفضل شمندور الملقب بـ «فضل شاكر» على غرار الخطيئة المميتة التي ارتكبت يوم اعتقال عمر بكري فستق الذي استجار يومذاك بـ «حزب الله»، فاجاره وعين له المحامي النائب نوار الساحلي للدفاع عنه، وتخلية سبيله، وسرعان ما رد بكري الجميل اضعافاً للحزب حيث تفرغ لشتمه والتحريض عليه اضافة الى تجنيد وشحن العشرات من الشبان مذهبياً وارسالهم الى سوريا لمقاتلة «حزب الله» هناك، وما هي ردة فعل اهالي شهداء المؤسسة العسكرية من ضباط وجنود، لو حصل ذلك، وما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة عن امكانية ترتيب اوضاع شاكر قضائياً وقبول المحامية مي الخنساء المقربة من «المقاومة» تولي ملفه، وهل صحيح ان شاكر لم يشارك في احداث عبرا كما افاد معظم المتهمين في هذه الاحداث اثناء استجوابهم امام المحكمة العسكرية الدائمة.

الاوساط المواكبة للمجريات تقول ان ثمة فوارق كثيرة بين بكري وشاكر، فالاول متهم من قبل بعض المشايخ بانه يعمل لصالح مخابرات خارجية معروفة ومتورطة في صناعة تنظيم «داعش» وان بكري الذي غادر لندن ولم يعد كان مكلفاً بمهمة ميدانية على الارض لتهيئة مناخ عام يتناسب مع «الفوضى الخلاقة» وفق التوصيف الاميركي، وقد نجح بكري في مهمته اولاً من خلال استغلاله «تيار المستقبل» لتأمين اقامته في لبنان وامنه معاً كون بكري مطلوب لدى السلطات السورية وهو من رعاياها الذين نجحوا في الحصول على الجنسية اللبنانية بظروف غامضة، ومن ثم انقلب على «تيار المستقبل» وفتح على حسابه مستعملاً سلاح التكفير والشحن الطائفي البغيض، ولدى القاء القبض عليه استجار بـ «حزب الله» ثم انقلب عليه ليعلن امنيته بان ترفع رايات «الخلافة الاسلامية» على سارية قصر بعبدا، واللافت ان الرجل داهية يتقن فن اللعب على الكلام والتملص من الاجابات الحقيقية كمعظم المدربين في اقبية المخابرات الخارجية.

وتضيف الاوساط ان فضل شاكر ليس كبكري ولكن مصيبته انه متقلب على شاكلته، ويتأثر بالجو الذي يحيط به ويركب موجته وهذا ما يفسر علاقته باحمد الاسير المتواري عن الانظار، وربما من الاسباب التي تقف وراء «توبته» وضعه المالي، فالاقامة في «فيلته» تختلف كثيراً عن الاقامة في حي التعمير، فهو ينكر مشاركته في معارك عبرا، على الرغم من الشكوك التي تدور حول ضلوعه في محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود لاسيما وان ابرز المتورطين ابن شقيقه المدعو عبد الرحمن شمندور الذي قتل في المعارك يوم 23 حزيران 2013، ولعل اللافت ان شاكر سعى لدى فاعليات معروفة لترتيب اوضاعه، واذا كان البعض لا يرى اي ضير في «توبته» فما الذي يضمن ان لا ينقلب كعادته وعلى طريقة بكري في ذلك.

وتشير الاوساط الى ان الكلام حول وجود شاكر بجانب الاسير في «عين الحلوة» هو امر غير صحيح كون الاخير لم يدخل المخيم ولم يزره حتى بل هو يتنقل في منطقة تقع بين تركيا وسوريا، والمستغرب انه استطاع كبت غضبه وضبط اعصابه على الرغم من نزقه وقلة صبره، اما شادي المولوي فمن المؤكد انه دخل المخيم بمعاونة احدى الجهات التي قد تكون باخراج احمد الاسير من لبنان وايصاله الى الحدود التركية السورية.

وتقول الاوساط ان «توبة» اي تكفيري مقبولة اذا كانت صحيحة وبعيدة عن الباطنية، فالمطلوب توعية هؤلاء على الاسلام الصحيح وتسهيل اندماجهم مجدداً في المجتمعات والعمل على تسريع محاكمة المتهمين والتخلي عن بعض الروتين القضائي الذي قد يؤثر سلباً على البعض الذين يقبعون في السجون فترة تفوق المحكومية التي قد تصدر بحقهم، فهل سيحالف شاكر الحظ الذي كان الى جانب بلال دقماق، وهل سيتصرف مثل الاخير ام يسير على خطى بكري كوجهين لعملة واحدة ويتبعان مقولة مكيافللي «الغاية تبرر الوسيلة».