من الواضح حتى الآن أن فرص الوصول إلى وقف الحرب الحاصلة في غزة تراجعت، ما يوحي بأننا بتنا أمام الإنفجار الكبير ودخول المنطقة في أتون حرب موسّعة، يسعى إليها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ عشرة أشهر.
وفي هذا السياق، يقول رئيس “لجنة الشؤون الخارجية” النيابية النائب في كتلة “التنمية والتحرير” فادي علامة لـ “الديار”، أنه “إذا أردنا الإستناد على الخطة المطروحة اليوم لوقف إطلاق النار، يتضح أنها صعبة المنال لأنها تتناول نقاطا أساسية غير موضوع وقف إطلاق النار، كملف المعابر وتقسيم غزة إلى شمال وجنوب”، ويعتبر أنه “في حال الدخول في التفاوض حول تفاصيل هذه النقاط، ستصطدم هذه المفاوضات بعراقيل حقيقية. لهذا، فإن خارطة الطريق للوصول إلى اتفاق على وقف النار يبدو من الصعب في هذه المرحلة، ولا أتصوّر أن عامل الوقت هو لصالح أي طرف، وسنكون أمام انتظار طويل، بالرغم من الأصوات التي تصدر من أكثر من جهة أن المفاوضات ستُستكمَل للوصول إلى الحل”.
وما إذا كان البلد يتحمّل هذا الإنتظار الطويل، يؤكد أن ما آلت إليه الأوضاع من خطورة تضع البلد أمام أوضاع في غاية الدقة أكثر من أي وقت مضى”.
وحول تطوّر الأعمال العسكرية بشكل دراماتيكي، يقول “علينا انتظار “الإسرائيلي” والعدوان الذي يحضِّر له نتنياهو، فإذا كان يعتبر أن الدخول إلى لبنان هو بمثابة نزهة، ويمكن من خلال ذلك تحقيق انتصار ما، فهو واهم وسيفاجأ لأن ذلك بالغ الصعوبة، ولكننا نأمل أن أصدقاء لبنان كالولايات المتحدة الأميركية تعمل ما في وسعها من أجل ضبط نتنياهو، وقطر ومصر تعملان أيضاً على لجم أي تصعيد، وهناك تواصل مع جميع المعنيين بالملف اللبناني، لذا يجب الوصول إلى نتيجة إيجابية ووقف إطلاق النار إن في غزة أو في الجنوب”.
ألا ترى أن “الإسرائيلي” قد فشل في غزة، ويحاول تحقيق انتصار ما في لبنان، يجيب “إن عملية الإنتهاء من غزة بالغة الصعوبة وليست بالأمر السهل، والواضح أن الإعتداءات “الإسرائيلية” تُستَكمَل، ومن الممكن أن يطول الوضع على ما هو عليه اليوم لسنين مقبلة، وبالتالي، ليس بإمكان نتنياهو إعلان انتصاره على غزة ولو أنه دمّرها، لأن المقاومة لا زالت فيها”.
وبالنسبة لعدم إعطاء نتنياهو أي فرصة لتدمير لبنان، يرى أن “الردّ من قبل حزب الله لا يزال ضمن قواعد الإشتباك، رغم أن “إسرائيل” ركّزت قصفها في اليومين الماضيين على البقاع واليوم (أمس) على الجولان، ووتيرة قصفها قد تصاعدت بشكل كبير وتوسّعت جغرافية هذه الأعمال الحربية”، ويرى أنه “كلما تعثّرت المفاوضات سيقوم العدو الإسرائيلي بتوسيع رقعة إعتداءاته واغتيالاته من أجل الضغط للوصول إلى مبتغاه”.
وحول تصوّره عن الوضع في لبنان بعد الحرب الحاصلة اليوم، يؤكد علامة أنه “في حال عدنا إلى الأجواء التي كانت سائدة في العام 2006 نرى أنها هي نفسها اليوم، إلا أن بعض التحالفات السياسية الداخلية قد تغيّرت، لكن كان هناك من يرفض الحرب وفريق آخر يؤيدها، وهذا ما هو حاصل اليوم. ولكن في النهاية عاد اللبناني وتغلّب، ونهض لبنان إثر حرب الـ 2006 ليس كما يجب، إنما عاد وانطلق. لكن ما مررنا بعدها بسبب “الربيع العربي” ومن ثم الإنهيار المالي الكبير وبعده جائحة كورونا، كلها خضّات عصفت بلبنان، لكنه تمكّن من تجاوزها ونهض منها، وأتصوّر أن اللبنانيين لا بد أن يعودوا إلى وحدتهم من أجل البلد، لا سيما وأنهم مجمعون بكافة تلاوينهم السياسية والطائفية على أننا أمام مجرم حرب يدعى بنيامين نتنياهو”.