لا تزال الصورة ضبابية حول الواقع العام على الساحة الداخلية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية، حيث أن تصاعد وتيرة العدوان يفرض التحضير لما قد ينتظر لبنان من مفاجآت عسكرية قد تحصل على مستوى البلد ككل، وفي هذا السياق، اعتبر عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب الدكتور فادي علامة، أن “ما نقوم به هو جهود مشتركة بين لجنتي الشؤون الخارجية والصحة، وبالتنسيق مع وزير الصحة، لمتابعة ملف الأدوية المتعلقة بمرضى السرطان، تحسباً لأي طارئ في لبنان فيما لو توقف العمل بالمرفأ أو بمطار بيروت، لأن هناك مرضى ما زالوا يتلقون العلاج وهم بحاجة الى متابعة علاجاتهم حتى ولو وقعت الحرب لا سمح الله”.
وعن الجهات التي يتم التنسيق معها، أشار الدكتور علامة إلى “أنها الدول الصديقة وتحديداً الدول المصنّعة للأدوية، وقد أعددنا لائحة تسلمناها من وزير الصحة، ونقدّمها في اجتماعاتنا وجولاتنا على السفارات، حيث زرنا 12 سفارة حتى اليوم، وحصلنا على وعود بالمساعدة من عدة أطراف، ونأمل أن تُترجم على أرض الواقع، ودورنا أن نقوم بالتحرك المطلوب من أجل تأمين الدواء للمواطنين.
وعما إذا كانت احتمالات وقوع الحرب قائمة، أشار النائب علامة، “نستمع خلال لقاءاتنا إلى وجهتي نظر منها المتفائل وآخر متشائم، فنائب قائد قوات الطوارئ الدولية أخبرنا بالأمس عن الواقع الذي تعيشه قوات الطوارئ في الجنوب والدور الذي تضطلع به بالنسبة للقرار 1701، والتي تتابع مهامها بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وضمن ظروف صعبة بعض الشيء، وبالتالي، فإن الأمور ما زالت ضمن إطار قواعد الاشتباك، لكن الخشية تبقى من أن تحصل حوادث طارئة كما حصل مع العائلة الجنوبية التي ذهب ضحيتها ثلاث فتيات والجدة”.
وعن جهوزية لبنان لخوض حرب في مثل هكذا أوضاع، اعتبر الدكتور علامة، “أن الحرب قائمة على الجبهة الجنوبية، ولكننا لا نستطيع الجزم ببقاء الأمور على حالها أو بتطورها باتجاه التصعيد، لأنه من الصعب التكهّن في مثل الظروف الحالية. كذلك فإن لبنان يستعد لأي طارئ، وكما حصل في العام 2006، حيث أن الإجرام الإسرائيلي وأساليبه بالقتل والدمار دون احترام القوانين الدولية والاتفاقيات وحقوق الإنسان فكل الأمور واردة، لذلك، نحاول وضع خطة طوارئ على صعيد الصحة والوضع المعيشي والاتصالات، ولكن بعد المشاهد التي رأيناها في غزة، لا نستطيع أن نرى أي خطة طوارئ قادرة على تأمين المساعدة، وخصوصاً أن الوضع العام هو صعب من دون حرب، ولكن على الرغم من ذلك فإن التحضيرات مستمرة من قبل الحكومة، ونحن نواكب عملها مع وزير البيئة أيضاً، وقد اجتمعنا في مجلس النواب مع الوزراء المعنيين لشرح الخطة، وكانت ملاحظات نيابية عليها، ونأمل ألا نضطر الى اللجوء إلى أي خطة طوارئ”.
وعما ينتظر لبنان من لقاء القمة العربية اليوم في الرياض، يرى الدكتور علامة، أن “المطلوب بداية الضغط باتجاه وقف إطلاق النار، وتأمين كافة المساعدات والحاجات الأساسية لأهالي غزة، إضافة إلى خارطة طريق حول الحل المستدام، أي حلّ الدولتين، لأن الحل العسكري ليس حلاً مستداماً، وهذا ما يجب أن تركّز عليه القمة العربية، ونأمل أن يكون المجتمع الدولي في هذا التوجّه أيضاً لأن لا حلّ آخر، كذلك، نأمل على المستوى اللبناني، أن يتم الضغط على إسرائيل كيلا تقوم بأي حرب على لبنان”.