يبدأ الموفد القطري لقاءاته في الخامس من الشهر المقبل، إلا أنه ورغم انطلاق المبادرة القطرية من حسابات مختلفة لحل الأزمة الرئاسية، فأنه ليس بالضرورة أن تأتي النتائج إيجابية، خصوصاً أن القطريين أنفسهم يدركون مدى صعوبة هذه المهمة وتشعّبها. وفي هذا السياق، سألت “الديار” عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، عن المنتظر من المبادرة القطرية، فاعتبر أنه وبحسب “انطلاقتها تبدو المبادرة القطرية أفضل من المبادرة الفرنسية، أي بدأت بطريقة صحيحة، فالقطريون يلتقون الأطراف كافةً، ولا يظهرون أنهم مع طرف، ولا يعملون لشخصية واحدة، فهم يعملون لفتح المجال لإحداث خرق ما في الانسداد الحاصل، وهذا يعطينا فرصاً إضافية لفتح الباب لحلّ الأزمة الرئاسية، ولكن الواضح أن الفريق الآخر يعارض المبادرة القطرية، والنهج الذي اعتمدته اللجنة الخماسية، لذلك بدأ يطرح أن تصبح اللجنة الخماسية لجنة سداسية بوجود إيران، إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وعن إمكان وصول رئيس من دون تسوية، أشار إلى أن “إمكان الوصول إلى رئيس من دون تسوية ممكنة، خلال الاحتكام إلى الدستور وإلى الديموقراطية، ولكن ما هو حاصل في لبنان أن النقاش حاد وعميق جداً، أي أنه عند كل استحقاق نعود إلى طرح الصيغة والتركيبة والوجود وهوية الوطن. ومن هذا المنطلق، إذا ذهبت الأطراف اللبنانية إلى تسوية للوصول إلى رئاسة الجمهورية، عندئذٍ يجب ألا تكون تسوية، إنما تفاهماً على التركيبة بأجمعها، ولم تعد القضية بأن نصادر رئاسة الجمهورية ونأخذ البلد رهينة كي تقبل الأطراف كافة شروط الفريق المقابل، فهذا الأمر لم يعد مقبولاً، وعليهم أن يقبلوا باللعبة الديموقراطية، وليصل المرشح الذي يفوز”.
وعن الهدف من الإصرار على الحوار قبل الانتخابات الرئاسية، يرى أن “الهدف هو تثبيت أعراف بالنسبة للمثالثة في الحكم، وأيضاً الميثاقية في مجلس الوزراء، وكل هذه الأمور تم الحصول عليها من دون أي تغيير في الدستور اوعبر تسويات تحاصصية، كون قوى الرابع عشر من آذار حريصة على وضع البلد”.
وما إذا كنا أمام سيناريو رسم لبنان آخر، قال:” لا أريد الذهاب إلى هذا الحدّ من التشاؤم، ولا يمكنني استشراف هذا الموضوع منذ الآن، الأمور مفتوحة، أي مثلما نرى انسداداً في الأفق للعودة إلى الشركة وإعادة لبنان إلى الحياد، وانطلاق عجلة الدولة اللبنانية، نرى انسداداً أيضاً في مسار اعتبار لبنان في محور إقليمي معين”.
وعما آلت إليه المفاوضات مع “التيار الوطني الحر” لتوحيد الموقف في الملف الرئاسي، أكد أن “اللقاءات ما زالت مستمرة، ولكن أيضاً هناك لقاءات مستمرة بين تجمع المعارضة ككل والتيار الوطني الحر، وأكيد هناك أمور أكبر من التقاطع تُطرح، فمواقفنا في الأشهر الثلاثة الأخيرة لم تكن متباعدة، وإن طُرحت من قبل كل فريق بصيغة معينة”.
وعن أجواء الفاتيكان بعد زيارة النائبين ملحم رياشي وأنطوان حبشي للكرسي الرسولي، أشار إلى أن “التواصل مع الفاتيكان قائم وسيستمرّ، لا سيما مع السفارة الفاتيكانية في لبنان، فالديبلوماسية الفاتيكانية على دراية تامة وواضحة بكل تفاصيل المشهد اللبناني، وهو لم يكن مرتاحاً للمبادرة الفرنسية كما حصلت”.
وعن إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، أبدى كرم عدم تفاؤله بإمكان انتخاب رئيس قريباً، “لأن الصراع الحاصل عميق وفعلي وليس صراع تحصيل مغانم”.