يرى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم في زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، أنها “تعبِّر عن سياسة الحزب الديموقراطي في الإدارة الأميركية، التي لا تريد الحرب وتسعى للوصول إلى هدنة في أي طريقة، ومن هذا المنطلق يهمّها أمن شمال “إسرائيل”، وتحاول أن تصل إلى هدنة بخطوات متدرّجة”. وقال لـ “الديار”: “خطورة هذا الأمر بأننا قد نذهب إلى تنفيذ خاطئ للقرار 1701 وغير مستند إلى القرار 1559، لذا كان التشديد من قبل وفد المعارضة أنه يجب تنفيذ أل1701 بكل بنوده، لا سيما البنود التي لها علاقة ببسط الدولة اللبنانية الرسمية لسلطاتها على كامل الأراضي اللبنانية، منعاً لتأجيل الحرب لأشهر أو لسنوات، ونعتبر أن هذه المبادرات يجب أن تحصل وهي إيجابية، ولكن عليها أن تقترن بتنفيذ كامل للقرارات الدولية والأممية، ولا يحفظ أمن لبنان إلا انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني ومسك السلطة على كامل الحدود والأراضي اللبنانية”.
وعلى صعيد نجاح الهدنة، يشير إلى أن الأمور ما زالت ضبابية، ولم يتبيّن إذا كانت الجهود الحاصلة ستنجح في ترسيخ الهدنة، فنحن أمام حالة تصعيد لإتمام التسوية، وإلا فإن المنطقة قد تذهب إلى تصعيد واسع وإلى حرب ضروس، لذا فإن كل السيناريوهات مطروحة”.
وعما اذا كان يتخوّف من حرب على الأبواب، يؤكد أن “كل الاحتمالات مفتوحة ولا توقيت محدّد لأي حرب قد تُخاض”.
وبالنسبة لنعي مبادرة الإعتدال الوطني” الرئاسية، يعتقد أنه “ليس بإمكان أي أحد أن ينعي المبادرة، ولكن علينا الأخذ بالاعتبار الظروف التي حصلت فيها، ومن الواضح أن محور الممانعة يعرقلها لأنه وجد فيها خطورة على خططه وفرضه لشروطه في معركة الرئاسة”.
وحول كيفية الخروج من الأزمة المتمثلة بتوازن الأصوات في المجلس النيابي، يشدّد على أن “الحل في دعوة الرئيس نبيه بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، أو في حال أرادوا الاستمرار بشلّ الدولة لفرض شروطهم، فيجب أن نبحث عن تركيبة جديدة تمكِّن كل طرف من الأطراف اللبنانية بأن يعيش قناعاته”.
وعن دور “الخماسية” اليوم، يلفت إلى أنها “لا تزال موجودة، ولكن يحصر موفدوها نشاطهم على عدم حصول الحرب، لأن المصلحة الأوروبية والغربية والأميركية اليوم هدفها عدم تفلّت الأوضاع العسكرية والذهاب إلى حرب أوسع”.
وحول من يعتبر أن المسيحيين يعيشون حالة إقصاء من الدولة، يذكّر أن “الدولة معطّلة اليوم، وهذا ليس من مصلحة أي طرف لبناني أياً كان، وما يحصل في الدولة على كافة الصعد خاطئ وغير قانوني ولا شرعي، ولن يستفيد منه أي طرف، وإن كان مرحلياً أحد الأطراف السياسية يستفيد منه بعباءة طائفته، ولكن اللبنانيين بكامل طوائفهم متضرّرون وغير مستفيدين مما يحصل”.
وعما اذا كان يرى أنه آن الأوان لأن تعود القوى المسيحية لتتّفق تحت عنوان واحد، وخصوصاً أن الفاتيكان يبدي انزعاجه من التباعد الحاصل بين القوى المسيحية في ظل مرحلة مصيرية، يشير كرم أنه “على القيادات المسيحية المُمثِّلة حقيقة، أن تتمكن من تحديد من يشكِّل الخطر على لبنان، وتحسم أمرها وتذهب إلى المبدئية في معالجة الأمور، وعدم الرهان على المبادلات السياسية”.