Site icon IMLebanon

إخفاق الحشود العونية آخر معارك الجنرال المصيرية  

جاءت الحشود العونية امام السرايا الحكومية امس الاول، مخيبة لآمال الجنرال وماكينته للتحشيد، على الرغم من الدعوات التي كررها الجنرال اسابيع قبل الواقعة، من انه في حاجة الى «أقدام» انصاره واتباعه لتهدر في الساحات من جديد.

المتتبع مسيرة التيار العوني، يستطيع إدراك إخفاق الجنرال في حث أنصاره على النزول الى السرايا على الرغم من أن العنوان مغرٍ مسيحياً ويتصل بـ«حقوق المسيحيين المغتصبة»، وعلى الرغم أيضا، من أنه اللاعب الوحيد على الساحة المسيحية في غياب منافسه التاريخي حزب «القوات اللبنانية«.

غياب الحشد العوني مرده الى جملة أسباب تتصل بكينونة التيار البرتقالي: 

السبب الاول: عنوان التحرك، الذي كان كلام حق عونيا إنما يراد به باطل وطنيا وعونيا، فعنوان إستعادة «حقوق المسيحيين»، ترجمته العملية انتخاب الجنرال عون رئيسا، وتعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش، والبديهي، الابقاء على صهره جبران باسيل وزيرا في كل الوزارات التي ستلي.

السبب الثاني ويتصل بالسبب الاول، حيث استفز الجنرال أنصاره بالاصرار على تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش دون سواه من العمداء الاكفاء، ومن الذين رافقوه منذ نهاية الثمانينيات، الامر الذي أثار إستياء هؤلاء، ومن خلفهم من التحق بالتيار العوني، لان هؤلاء الضباط تصدروا مواجهات الجنرال مع «القوات» وسواهم، طوال مسيرة الجنرال.

السبب الثالث، ويتصل بتاريخ التحشيد العوني، والذي يمكن إختصاره بالدفاع عن الجيش اللبناني، وفي مواجهة «القوات اللبنانية.

أمس الاول، التبس الامر على العونيين، فهم يتحركون عادة تحت مسمى «أنصار الجيش» ويقطعون الطرقات ويحرقون الدواليب دعما للجيش، ولكن في مواجهات يخوضها الجيش في مواجهة من يصنفهم عون وتياره بـ«الارهابيين» السنّة في طرابلس وعبرا وعرسال…

امس الاول وجد انصار عون انفسهم في مواجهة مع قوى الجيش، مع انهم كانوا يتمنونها مع الشرطة وقوات الدرك ليعطوها منحى طائفيا ومذهبيا يعزز من تحشيدهم من جهة ويحيّدون الجيش من جهة ثانية.

وفي التحشيد في مواجهة «القوات اللبنانية» يمتلك الجنرال مخزونا هائلا من أدوات التحريض ودفاتر لم يغلق أيا من صفحاتها لا الجنرال ولا من يحيط به، إلا أن «إعلان النوايا»، مع «القوات« كان سيفا ذا حدين، فهو وإن أبعد «القواتيين» عن ساحة المواجهة مع العونيين، إلا أنه وفي الوقت نفسه أفقد الجنرال وماكيناته الاعلامية والتحريضية للتحشيد ابرز ورقة إستفزاز تساهم في تحريض أنصاره على النزول الى الشوارع.

من جهة ثانية، كانت آخر عراضات العونيين في الشارع عام 2007، حين اعتصموا خلف عناصر «حزب الله« في الوسط التجاري، فلم يتبين أحد من تداخل المعتصمين، حجم المشاركة العونية، من سواها في قوى 8 آذار، وأمس الاول كان الاختبار الفعلي للعونيين في الشارع بعد السابع من آب عام 2000، حيث ايضا كانت مشاركتهم بالاشتراك مع «القوات اللبنانية»، وفي عام 2005 في ساحة الحرية، حيث ايضا لم يستطع احد تبيّن حجم العونيين من سواهم من السيل الجارف الذي اجتاح ساحة الحرية حينها.

حشد امس الاول، كانت قد سبقته مواكب سيارة، تجولت في عدد من المناطق المسيحية، كانت تضم طلابا، لم يعتادوا المواجهات الفعلية على غرار رفاقهم في التيار الذين تمرسوا في عراضات الشوارع، ومن هنا اعتكف الطلاب وشارك في «منازلة» السرايا من تجاوز الثلاثين من العمر.

في المحصلة أخفق التيار العوني في جعل يوم الخميس، يوما مصيريا وتاريخيا كما كان يعد الجنرال عون والوزير باسيل والنائب نبيل نقولا وسواهم من مسؤولي التيار.

يصح القول للجنرال عون ان اليوم التاريخي الموعود كان آخر معاركه التاريخية والمصيرية.

() صحافي