Site icon IMLebanon

وقائع جديدة تؤكد فشل عمليّة “إسرائيل” الاستباقيّة 

 

 

على فوهة بركان تقبع “اسرائيل”، حيث الغليان الشعبي غير المسبوق الذي يتهددها للمرة الاولى. ساحة مقابل ساحة، مطلب مقابل مطلب وشعار مقابل شعار، فيما المعركة الجدية وفقا للكثيرين، هي معركة اليمين المتطرف للامساك بقرار الدولة، ورسم مستقبلها للسنوات المقبلة في ظل ما يعتبره حرب الوجود، التي فرضتها معادلات طوفان الاقصى.

 

اما الدولة اللبنانية ففي اسوأ احوالها، قابعة على رصيف الانتظار، تتلقى الضربات الواحدة تلو الاخرى في رحلة اسقاط مؤسساتها، بعدما “اغتصبت” هيبتها وشنع “بكرامتها” من ذوي اهل قربتها، ينام مواطنوها على ملف ليستيقظوا على آخر، بعدما اعتادوا الحرب واصوات جدار الصوت، على بعد شهر من الذكرى السنوية الاولى للسابع من تشرين الاول 2023.

 

اما على المقلب اللبناني الآخر، فمشهد جبهة اسناد، ترتفع حدة نارها وتنخفض وفقا لضرورات المعركة ووتيرة المفاوضات الجارية “عالحامي”، وسط حرب اعلامية لا تقل ضراوة وشراسة عن تلك التي يشهدها الميدان الجنوبي، وانقسام داخلي ما زال مسيطرا على الساحة السياسية، لا سيما بعد سلسلة خطابات ملأت نهاية الاسبوع بارتداداتها ، وما استتبعها من ردات فعل ومواقف بين السياسيين انفسهم وبعض رجال الدين وبين الجيوش الالكترونية.

 

ففي دليل جديد على فشل العملية الاستباقية التي ادعت “اسرائيل” تنفيذها لاحباط هجوم  “عملية الاربعين”، تستمر وتيرة اطلاق المسيرات والصواريخ القصيرة المدى وصواريخ بعيدة المدى، بمعدل وسطي 140 صاروخا شهريا على ما كانت عليه، وكذلك الصواريخ المضادة للدروع. مع الإشارة إلى أنه على الرغم من تسجيل 281 هجوماً ضد” إسرائيل” في آب 2024، إلا أن بعض الهجمات استخدمت فيها أسلحة مختلفة، وبالتالي فإن عدد الأسلحة أكبر من العدد الإجمالي للهجمات، كون بعض العمليات جاء مركبا، بهدف اعماء القبة الحديدية.

 

وعليه تشير المصادر الى ان حزب الله نجح حتى الساعة في تحقيق الاتي:

 

– استطاع تخطي خسارة قائده العسكري واستيعاب الضربة التي تلقاها بسرعة، بدليل استمرار العمليات العسكرية وبالوتيرة نفسها، محافظا على الهدف المركزي بابقاء جبهة المساندة ضاغطة، ضمن اطار عدم تخطي الخطوط الحمر، ونجاح “اسرائيل” في استدراج الحزب الى الحرب الكبرى، وعملية الاربعين خير دليل على ذلك.

 

– الكفاءة القتالية التي يظهرها مقاتلو الحزب، والتي اكتسبوا الجزء الاكبر منها من القتال في سوريا، خصوصا لجهة التنسيق بين اكثر من ذراع عسكرية لتنفيذ العمليات المركبة، والتي تتطلب تعاون استخباري امني، فضلا عن سلاحي الصواريخ والمسيرات ووحداته البرية. وهنا لا بد من الاشارة الى نجاحه في استيعاب القدرات التكنولوجية “الاسرائيلية” واحتوائها، حيث اعتمد وسائل جديدة للتواصل، ابعد من الشبكة الارضية التي تردد كثيرا عن خرقها.

 

– تركيز المقاومة على جعل عملياتها التكتيكية في خدمة هدفها الاستراتيجي الاكبر، خلافا لادارة الجيش “الاسرائيلي” لعملياته، والتي تعاني من تخبط، نتيجة تحولها من الفعل الى رد الفعل.

 

– نجاح الحزب في تلافي تعرض قوته اللوجستية لاضرار كبيرة، اذا قيست الخسائر بقوة النيران المستعملة وحجمها “اسرائيليا”، وهنا تبرز النقطة الاهم في ابقاء الحزب طرق امداده مفتوحة، عبر استخدامه وسائل تمويه وخداع، اوقعت العدو في فخها اكثر من مرة.

 

– الحرب النفسية التي اجادت الوحدة المختصة بها في الحزب ادارتها بشكل جيد، في ظل تخصيص الموارد اللازمة لها، والتي تركت اثرها الواضح في الداخل “الاسرائيلي”، سواء على الجنود او المستوطنين، نتيجة “فهم العدو وطبيعة الحرب وتجربته السياسية التي تمنحه قدرة استثنائية على ادارة مذهلة للتصعيد”، وهو  ما دفع بـ  “اسرائيل” الى اعتماد سياسة “الانتي بروبغندا” للدفاع بدل الهجوم، وهو ما ترك اثرا كبيرا في صفوف جمهور المقاومة وبيئتها، الذي على سبيل عاد الى مناطقه فور طلب السيد حسن نصرالله منه ذلك.