IMLebanon

موقف صائب وتوقيت سليم  

  


أخطأ الذين رأوا إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس، على أنه محاولة لصرف النظر عن «الحدث الأكبر» الدائرة رحى حربه في الجرود. نقول أخطأوا إذا قسناهم بمقياس حسن النية، ونذهب الى أبعد لنزعم أنهم سيئو النيّة. وفي تقديرنا أنّ المعلومات التي أدلى بها الوزير كانت بمثابة إطلاق »رصاصة الرحمة« على هذا التنظيم الإرهابي (داعش) الذي لم ولا ولن يعرف للرحمة مكاناً أو معنى أو قيمة.

 


الجيش يخوض معركة تحرير الجرود من هذا التنظيم الإرهابي المدان أممياً ودولياً، عربياً ولبنانياً إن على مستوى جامعة الدول العربية أو على مستوى مجلس التعاون الخليجي أو (أخيراً وليس آخراً) على مستوى كل دولة عربية على حدة… لأنه يحتل الصدارة في لوائح تصنيف الإرهاب والإرهابيين الصادرة عن كلّ من تلك الجهات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والأممية.

فهل ثمة من لا يزال (في لبنان) يحاذر من توصيف »داعش« بأنه تنظيم إرهابي بامتياز؟!.

أي لبناني سيتقبّل، أو سيغض الطرف، عن هكذا تنظيم يجنّد في صفوفه لبنانيين، وإن كان عديدهم قليلاً فهم لا يتجاوزون 300 منضوٍ من أجل الإساءة الى لبنان واللبنانيين؟!.

أي لبناني كان ليتصوّر أن هذا التنظيم يجنّد أشقاء (لبنانيين) أربعة لينفذوا واحدة من أخطر وأقبح وأقذر الجرائم الإرهابية؟

أي لبناني يمكنه أن يجد عذراً أو حجة أو ذريعة لهؤلاء الأشقاء المضلّل بهم لينفذوا عملية إرهابية تستهدف 120 من مواطنيهم اللبنانيين و280 اخرين من المسافرين من جنسيات عربية واجنية يستقلون طائرة ركّاب (مدنية بالطبع) بسهولة شربة ماء؟!.

أيّ لبناني وصلته هذه المعلومة الخطرة، المروّعة، لا يشدّ على يد وزير الداخلية لأنه كشف عن الوقائع والتفاصيل والمخطط ونقل المتفجرات؟

وأيّ لبناني لن يبادر الى تعزيز ثقته بالأجهزة الأمنية وبشعبة المعلومات التي كان لها دور فاعل في كشف هذه الجريمة الإرهابية المروّعة قبل وقوعها؟

وإنها لمناسبة في توقيتها السليم للتنويه بـ«المعلومات» وبدورها المهم في مجال الأمن الوقائي، وطبعاً بسائر الأجهزة الأمنية الأخرى من أمن عام ومخابرات الجيش وأمن الدولة… مع كلمة حق يجب أن تقال في أنّ التنسيق بين هذه الأجهزة كان له الفضل الأكبر في ما ننعم به من أمن يميّزنا عن بلدان عديدة في الإقليم وفي العالم قاطبة… وإن كلمة الحق تبقى منقوصة إذا لم نذكر أنّ لنهاد المشنوق فضلاً (والفضل يعرفه ذووه) في تحقيق التنسيق المشار إليه أعلاه من خلال مبادرات وزيارات ولقاءات دأب على القيام بها وليس المجال، الآن، متسعاً لتعدادها… ولكنها نجحت في إزالة الشوائب والعقبات التي كانت تعترض التنسيق الكامل بين تلك الأجهزة، وعليه فإننا نرى ان ما تناوله وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، في مؤتمره الصحافي لجهة كشف المخطط الإرهابي الرهيب وأيضاً الكلام على الحصار المالي على قوى الأمن الداخلي جاء في محله، وفي توقيته السليم… وليكف المشككون والصائدون في المياه العكرة عن أساليبهم و… مخططاتهم غير السليمة.

علما ان المشنوق استهل مؤتمره بتوجيه التحية والدعم الى الجيش الذي يخوض معركة الجرود.