Site icon IMLebanon

انتصارات وهمية

بكل سخافة يريدون أن يحوّلوا الفشل الى انتصار وذلك على قاعدة: «اكذب، ثم اكذب، ومن ثم اكذب… فلا بدّ أن يصدّقوك».

على كل حال ليس المهم ما يقولون بل المهم ما هي النتائج، بمعنى أدق وبنظرة سريعة الى حساب الربح والخسارة فلنجرِ كشف حساب سريعاً ونبدأ أولاً بالعراق:

العراق

منذ الغزو الاميركي عام 2003 للعراق ولغاية يومنا هذا أي خلال 14 سنة والأمن غير مستتب… فالآلاف لا بل مئات الآلاف من القتلى، والتهجير بالملايين، وتقسيم البلد طائفياً ومذهبياً بين منطقة لأهل السُنّة ومنطقة شيعية ومنطقة ثالثة كردية… والقاسم المشترك أنّ الحاكم الفعلي ليس المجرم نوري المالكي واللص أحمد الجلبي ولا هو الرئيس الحالي حيدر العبادي إنما الرئيس الفعلي هو اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني.

والعراق من أغنى البلدان في العالم نفطياً وزراعياً ومائياً وأعطى أبرز العلماء في العالم العربي، وشعبه يبلغ عدده 30 مليون نسمة وهو من أكثر الشعوب العربية جدية وإنتاجاً، وجيشه استطاع أن يحمي دمشق من السقوط في حرب تشرين عام 1973 وخاض 8 سنوات حرباً مع إيران التي كانت أهم قاعدة عسكرية لأميركا وخط دفاع أوّل ضد الاتحاد السوڤياتي… فأين هو العراق الآن؟

عام 1980 وقبل بدء الحرب مع إيران كان يوجد في الخزينة العراقية 180 مليار دولار «كاش» فأين الوضع اليوم من ذلك الوضع المشرق؟

يومياً تفجيرات وسيارات مفخخة ومئات القتلى.

أين المسيحيون العراقيون؟

وأين وحدة العراق أرضاً وشعباً؟

سوريا

وكذلك أين كانت سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد وأين كان الجيش العربي السوري في تلك الأيام وكيف استطاع في حرب تشرين أن يصل الى بحيرة  طبريا… فأين هي سوريا وجيشها اليوم؟

مَن يحكم سوريا اليوم؟ أليْس اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي أمر الميليشيات العراقية الشيعية لتأتي الى سوريا للدفاع عن المجرم بشار؟!.

11 مليون سوري مهجر خارج سوريا، أي نصف الشعب السوري خارج الوطن والميليشيات العراقية الشيعية و»حزب الله» وجميع الاوباش في العالم هم اليوم في سوريا…

مَن أخرج الجماعات الاسلامية المتطرفة من السجون؟ أليْس المجرم بشار وشريكه نوري المالكي في العراق؟!. وبعد إطلاق سراحهم بدأنا نسمع بـ»النصرة» وغيرها الى أن وصلنا الى «داعش» ISIS انظروا الى هذا الاسم المركب…

كم وكم من المليارات تحتاجها سوريا اليوم لتعود الى ما كانت عليه أيام الرئيس حافظ الأسد؟ وماذا عن الروس وقواعدهم العسكرية؟ ونكتفي حالياً بهذه اللمحة السريعة.

… واليمن

وأين كان اليمن وأين أصبح اليوم؟ «اليمن السعيد» لقد أدّى التدخل الايراني فيه الى زعزعة أركان الدولة وانهيار الوحدة بين الشمال والجنوب، واستدراج الحروب والانقسامات القبلية والمذهبية، وتفشي الأمراض خصوصاً الكوليرا التي تعصف بهذا البلد وحصدت أكثر من ألف و500 ضحية… ناهيك بالجوع وسقوط مئات آلاف الأطفال ضحايا الأمراض وسوء التغذية.

وبعد هذه وتلك من هذه الفواجع والمآسي والكوارث هناك من لا يرف لهم جفن وهم يتحدّثون عن الانتصارات!

عوني الكعكي