IMLebanon

غباء أم استغباء

كتبت حياة إرسلان:

 

 

يريدوننا أن نصدّق أن أركان السلطة هم مسؤولون ورجال دولة. يريدوننا أن نصدّق أنهم أصحاب قرار. يريدوننا أن نصدّق أنهم يعتبون على الدولة في تقصيرها بحق المواطن وكأنهم ليسوا هم الدولة.

 

يريدوننا أن نصدّق أنهم يؤتمنون على مصيرنا حجراً وبشراً وكأنهم لا يعلمون ماذا حلّ بنا وفي أيّ ورطة يقع البلد بينما هم يدفنون رؤوسهم في الرمال هرباً من مسؤولية كان عليهم تحمّلها.

 

 

هل فعلاً لا يدرك سياسيونا أننا مشلولون شعباً ومؤسسات؟ هل فعلاً لا يسمعون أزيز المسيّرات التي تنقض علينا فنموت بالصدفة مرة وعن قصد أكثر المرات؟

 

 

هل فعلاً لا يرون عائلات بالآلاف تفترش الأرض وتلتحف السماء؟ هل فعلاً لا يدركون أنهم هم أصل البلاء؟

 

 

ممانعون يخدمون مصالح دول غرّرت بهم بوعود جنّات الحكم فبكّروا بالتسلط ودمّروا مؤسسات الدولة ليقفوا على أطلالها يعلنون الانتصار.

 

الانتصار المزيّف الذي دمر مدناً وقرى بأكملها. الانتصار المزيّف الذي اقتلع أهلنا من بيئتهم وأرضهم.

 

 

الانتصار الذي جعل منّا أناساً تائهين يفتشون عن وصف ومواصفات لوضعهم ولحالة النزوح المؤلمة والمهينة في آن معاً بعد أن وعدوا بجنّات الأرض وخلود السماء.

 

بئس طبقة سياسية ممانعة سخّرت نفسها لخدمة الغير وضلّلت بيئتها بالنصر الموعود.

 

 

بئس طبقة سياسية لا بصر لها ولا بصيرة سوى مصالحها الدنيئة وسعيها الدائم للبقاء في السلطة، متسلّطة على الشعب الذي آمن بها مغرراً بحاجة إلى مسؤولين ورجال دولة.

 

 

بئس المعارضة التي نراهن عليها نحن من نتمسك بلبنان الكبير واستعادته من خاطفيه. وما أدراك من سخّف بعض المعارضة التي لا تدرك أن الاتحاد قوة فتراها تلجأ إلى التحايل المكشوف لإثبات الذات والسبق إلى الرئاسة التي أفرغت من أدوارها ومن مضامينها.

 

 

تبّاً للمعارضة التي ما زالت تفتّش عمّا يجمعها، فلا تجد رغم وفرة الأسباب واقتراب الوطن من السقوط النهائي.

 

أيها المعارضون لا تطلبوا منّا أن نثق بكم وبحراككم الخجول إذ أنتم ما زلتم لا تثقون ببعضكم البعض ولا تستشعرون خطورة زوال لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه.

 

نقول للمتسلطين يا زعماء الغفلة… أنتم سياسيون تسقطون كل يوم في امتحان القدرة والإخلاص والشفافية. آن أوان إسقاطكم نهائيّاً. آن أوان التعويل على دم جديد يضخّ في شرايين الوطن قوامه نكران الذات فداء للوطن. بالنتيجة نحن لسنا أغبياء وأنتم لن تتمكنوا من استغبائنا.