IMLebanon

مِنْ قاسم سليماني إلى فخري زاده مع أطيب التمنيات  

 

 

لا يمر يوم إلاّ وإعلام المقاومة والممانعة يتحدث عن بطولات إلهية يقوم بها الممانعون.

 

بالأمس طالعتنا إحدى الوسائل الإعلامية، بـ»ريبورتاج» عن مواقع حسّاسة ومهمّة داخل إسرائيل، منها مفاعل نووي ومطارات، ومراكز عسكرية في غاية الأهمية.

 

للوهلة الأولى يظنّ من يقرأ هذا «الريبورتاج» أنّ هناك خطراً كبيراً على إسرائيل، وأنّ إسرائيل ترتعد من الخوف، ليتبيّـن في ما بعد، أنّ هذا «الريبورتاج» حُضّر بالتنسيق مع جهاز مخابرات أعطى هذه المعلومات، ظنّاً منه، أنّ هذه المعلومات خطيرة، تُكٌشَف للمرة الأولى، علماً بأنّ هذه المعلومات كلها، موجودة في «غوغل»، ولو أنك كنت من المتابعين، ودخلت على «غوغل»، فإنك تستطيع أن تحصل على كل هذه المعلومات.

 

نعود الى اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني. هذا الرجل الذي حكم العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكان يتجوّل ذهاباً وإياباً ولكن بشكل سرّي في معظم الأحيان، رغم أنه كان هو الحاكم بأمره. فبعد أن انتهت المهمة التي كُلّف بها، والتي هي في الحقيقة، مهمة تخريبية، هدفها تنفيذ مشروع ولاية الفقيه أي تشييع العالم الإسلامي كله.

 

نجح سليماني وفشل في العراق، فعندما نقول نجح، نعني أنّ نجاحه كان في البداية بإنشاء ميليشيات شيعية منها الحشد الشعبي وكتائب حزب الله تنفّذ أهواءه وأحلامه.

 

أمّا في سوريا، فقد استطاع ربط سوريا بلبنان ولبنان بسوريا، وحين شعر في بداية الثورة السورية أنّ النظام فشل في قمع المعارضة، أمر «الحزب العظيم» (حزب الله اللبناني) بالتوجّه الى سوريا. وهنا أيضاً، لا بد من أن نذكر كيف كان السيّد حسن نصرالله يتذرّع في المرحلة الأولى، بأنّ الحزب وعناصره ذاهبون للدفاع عن الأماكن المقدّسة خصوصاً مقام السيدة زينب، وبدل الذهاب الى المقام المذكور صار الحزب في القصير وفي حلب وغيرهما… حتى أنّ الأمر بلغ بالسيّد حسن الى القول إنّه مستعد للذهاب بنفسه الى سوريا..

 

وكانت كل دعوات رئيس الجمهورية وعدد كبير من المسؤولين بلا فائدة، إذ لم تلقَ عنده آذاناً صاغية، بل كانت ردّة الفعل أنّ السيّد حسن نصرالله أصرّ على أنه يدافع عن لبنان، ونسيَ أنّ قتل الشعب السوري ودعم نظام بشار جريمة وليس دفاعاً عن لبنان.

 

نعود الى قاسم سليماني لنقول: كيف قُتل هذا الرجل. العجيب الغريب أنّ فتاة أميركية مجنّدة، في العشرين من عمرها، كانت تلهو على الكومبيوتر، حين تلقت أمراً بـ»الكبس» على أحد الأزرار، لتُطلق صواريخ من طائرة مسيّرة فتقتل سليماني، بينما كان عائداً الى بغداد من رحلة عادية هو ومعه ابو مهدي المهندس من الحشد الشعبي، فقتل الاثنان معاً، ما يؤكّد أنّ مهمة التخريب التي كلف بها سليماني في سوريا والعراق واليمن قد أنجزت ولم يَعُد وجوده ضرورياً.

 

أمّا بالنسبة لعالم الذرّة فخري زاده، الذي يعتبر «عقلاً» للمفاعل النووي، فلا نَعْرف الكثير عنه، لكن حسب الحملة الإعلامية الإيرانية، يتبيّـن لنا، أنّ هذا العالم كان شخصية علمية مهمة جداً بالنسبة لإيران، وكانت تُعْقد عليه آمال كبيرة، ولكن يبدو أنّ خطر وجوده قد ازداد، لذلك وجبت تصفيته والخلاص منه.

 

أمّا الحادث الثالث لقائد في الحرس الثوري الإيراني مسلم شهدان، فهو رسالة إسرائيلية وأميركية. إسرائيلية لأنّ طائرة مسيّرة من دون طيار، هي التي نفّذت. أما أميركياً فهي رسالة لإيران و»حزب الله»، بأنّ التواجد على الحدود السورية العراقية ممنوع.

 

يبقى أنّ أميركا كانت اعترضت طائرة إيرانية قادمة من طهران الى بيروت، فكانت يومذاك رسالة واضحة أيضاً. ما يؤكد أنّ على إيران أن تعلم أنّ دورها المطلوب منها قد انتهى وعليها العودة الى إيران.

 

في النهاية، يجب أن تفهم إيران و»الحزب العظيم» معها، أنّ فترة السماح لهما انتهت. وهنا نتساءل: مَنْ قُتِل من المقاومين في سوريا بعمليات لم يتضح كيف حدثت؟ ولنبدأ بمغنية، وبدر الدين وقبلهما، وكم من الذين قتلوا من جنرالات الحرس الثوري الايراني في سوريا أيضاً، والمصيبة أنه بعد كل حادث تُهدّد إيران القتلة، ويهدد بشار بدوره ويهدّد السيّد حسن بالرد، ولكن في الوقت والمكان المناسبين، ولا نزال نجهل متى يحين هذا الوقت، وأين سيكون المكان المناسب.