Site icon IMLebanon

صقور «المستقبل»: ماذا حقق الحوار؟

ترتسم الابتسامة على محيا قطب ممن اصطلح على تسميتهم بـ «صقور» «تيار المستقبل»، لدى سؤاله عما حققه الحوار بين «التيار» و «حزب الله» حتى اليوم.

تختصر الابتسامة الإجابة، خاصة وان هذا القيادي كان احد أوائل معارضي الحوار.

الجلسة رقم 16 للحوار في عين التينة، أمس الأول، لم تخرج الا ببيان عمومي .

ويبدو من البيان ان الجلسات الحوارية تكتفي بما حققته في بداياتها، على اهميته: تنفيس احتقان الشارع.

ويشير القيادي المستقبلي المصنف في اطار «الصقور» الى أن نتائج الحوار حتى الآن تتحدث عن نفسها. هو يعتبر ان هذا واضح في البيانات المقتضبة التي تخرج الى العلن. ويلفت النظر الى انه ليس في جعبة المتحاورين ما يعلنونه لكي يخرجوا بأكثر من ذلك، متسائلاً: ما الذي حققه الحوار من نتائج أساسية على الأرض حتى اليوم؟!

والواقع ان الحوار مع «حزب الله» قد لقي معارضة من قبل شرائح كثيرة من «التيار»، يقول «الصقور» انها تشكل غالبية «المستقبليين»، تعارض مبدأ الحوار مع الحزب، في الأساس. ويسأل هؤلاء المعترضون: كيف يعقل التحاور مع طرف لا يقر بمبدأ الحوار؟ ماذا عن لبنانية «الحزب» مع ارتباطه السياسي والعقائدي بإيران؟ ماذا عن السلاح وتحول المقاومة الى ميليشيا.. ثم الى احتلال؟ ماذا عن تخوين ممن ليسوا في محور ما يسمى بالمقاومة؟ ماذا عن المحكمة الدولية التي يرفضها الحزب؟ ماذا عن حرب الحزب في سوريا؟

يأتي ذلك في ظل ملاحظة بأن قيادات مستقبلية، وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري، شنت هجمات عديدة على سياسة «حزب الله»، بالتوازي مع جلسات الحوار المتتالية بين الطرفين، علما انها كانت تستمد زخمها من خطابات الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. ويؤكد «الصقور» ان قيادات «المستقبل» تنطق في السر تجاه الحزب أكثر مما تعلنه، وهي تتقاطع مع «الصقور» في تنديدها بسياسات الحزب.

وبالرغم من ذلك، فإنّ هؤلاء يتفهمون الظروف التي أودت الى هذا الحوار الذي يقولون انه يفيد في بعض المواضع، «لكن الحوار لا يعني السكوت عن الثوابت». ويطلبون الإشارة الى ما حققه الحوار من إنجازات بعد ان تحول الى «لجنة ارتباط».

ويشير هؤلاء الى ان موقفهم ينبع من القدرة على «التمايز» داخل «المستقبل»، ويشددون على ان لا خلاف داخل «التيار»، اذ ان ثمة هامشا من «الحرية» لكي يدلي الجميع برؤيته لما يجري.

يتمثل الحل الأول في أزمة البلاد، بالنسبة الى هؤلاء «الصقور»، في انتخاب رئيس للجمهورية، ويوجهون الاتهام الى «حزب الله» بأنه اطلق رصاصة الرحمة على قضية الرئاسة عبر وضعه فيتو على غير ميشال عون رئيساً.

أما بالنسبة الى الازمة الحكومية، فإن «المستقبليين» يتوافقون على تقديم الدعم الكامل الى الرئيس تمام سلام، الذي يؤكدون انه يملك الحق الدستوري الكامل في السير بجلسات مجلس الوزراء ومنع تعطيل جلسات الحكومة.

لكن «الصقور» يحذرون من ان سلام قد يلجأ الى الاستقالة لحفظ ماء وجهه، وفي هذه الحالة فإن الحكومة ستصبح في اطار تصريف الاعمال. ولكن، حينها، فإن ذلك لا يعني ان الأمور ستستقيم، لا بل ان الازمة في البلاد سوف تتعمق أكثر فأكثر، وسيشمل الفراغ مؤسسات البلاد الرئيسية الثلاث: رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي.

ويرى هؤلاء ان ازمة الفراغ الرئاسي مرشحة الى ان تطول كثيرا، ولا معنى لانتظار التصالح الأميركي الإيراني لكي يتم انتخاب الرئيس. بنظر هؤلاء، فإن واشنطن وطهران لم تتفاهما على اكثر من الملف النووي الإيراني، وعلى أمور تخص العلاقة بينهما فقط. اما ما يثار من ان الملعبين السوري واللبناني سيكونان ضمن الحصة الإيرانية في المنطقة، فإنه تحليل قاصر النظر.

وهم يرون ان سوريا باتت كالسلطنة العثمانية في أواخر عهدها، أي «الرجل المريض» الذي تريد باقي القوى وراثة تركته، والورثة في البازار السوري كثر، واذا كانت ايران متواجدة بقوة، فإن ذلك لا ينفي أهمية اللاعبين التركي والسعودي إقليميا، اذ بإمكان هذين اللاعبين إيجاد توازن ما في الملعب السوري، توازن، عندما يحصل، سيكون في امكان لبنان انتخاب رئيسه.. وليس قبله.