بعد الحراك الداخلي- العربي- الاقليمي بهدف إنطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لتبريد الاجواء السياسية بينهما، يلتقي الطرفان مساء اليوم لعقد الجلسة الاولى من الحوار بعد غياب طويل في عين التينة، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، على ان يمثل «المستقبل» مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وعن حزب الله: الوزير حسين الحاج حسن والمعاون السياسي للسيّد حسن نصر الله حسين خليل والنائب حسن فضل الله، وعن حركة «أمل» الوزير علي حسن خليل.على ان يكون عنوان اللقاء كيفية تأمين حماية الدولة اللبنانية، لانه البند الاساسي والوحيد على جدول اعمال هذا الحوار بحسب مصادر «المستقبل»، التي أكدت بأن الحوار غير مشروط في ظل هذه الظروف الخطرة التي يعيشها لبنان، لان الهدف إزالة الاجواء المتشنجة على المستوى السّني – الشيعي، وذلك بدعم من السعودية وايران.
وتشير المصادر المذكورة الى ان شعار تيار «المستقبل» كان ولا يزال وسيبقى الاعتدال لانه مصدر قوة للبنان، مذكّرة بما قاله الأمين العام الامين العام للتيار احمد الحريري بأن معادلتنا اليوم هي : «شعب – جيش – اعتدال»، بعد أن سقطت المعادلات الاخرى، لاننا اليوم في صدد البدء بحوار ينطلق من إيماننا بأن مصلحة لبنان هي الأهم، وبأن لا وجود للمصالح الخاصة، والهدف كسر الجليد ونأمل حصول هكذا حوارات بين كل الاطراف السياسية في لبنان.
الى ذلك تعتبر مصادر سياسية مواكبة للعلاقة بين الطرفين بأن منسوب التفاؤل في اطار هذا الحوار لن يكون مرتفعاً وبعلم الفريقين، واصفاً نتائجه بـ «الاتفاق الصوري» لان الظروف تفرض ذلك، أي كما جرى في مجلس النواب: اتفاق على التمديد، وإتفاق على عدم البت بأي قانون انتخابي، مشيرة الى ان اللقاء المرتقب مساء اليوم سيفتح اقله الخطوط المقفلة بين قريطم والضاحية الجنوبية ، وهذا بحّد ذاته مهم جداً، لان المطلوب اقليمياً بدء حركة المصالحات لجمع أوصال الساحة الاسلامية، وإزالة الشرخ الحاصل بين تيار المستقبل وحزب الله ولو بجزء بسيط، بعد ان وصل الى انقسامات سياسية حادة وتزايد خصوصاً بعد مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري، ما جعل مشاهد الازمة السورية تنتقل الى لبنان وتضع بعض البلدات المختلطة بالسّنة والشيعة تعيش الحرب المذهبية وتقف امام المنعطف الخطير، وإزاء ذلك كبر حجم المشكلة وبدأت حينها ردود الفعل السياسية وعلى الخطين، من دون ان ننسى الخلافات القديمة التي حالت كلها دون تحقيق هذه المصالحة.
وذكّرت هذه المصادر بوجود فريق من الصقور داخل تيار «المستقبل» ما زال رافضاً لهذا الحوار وإن بطريقة خفية، لان الماضي الاليم ما زال حاضراً امامه، اذ يردّد في مجالسه الخاصة إستبعاد حصول اي لقاء قريباً بين الرئيس سعد الحريري والسيّد حسن نصرالله، كما ان هذا الفريق يعتبر بأن لا حل إلا بإنتهاء حزب الله عسكرياً وحينها سنعتبر الحوار وارداً معه، فلا احد يعرف ما الذي قد يحصل بين ليلة وضحاها في لبنان، لذا لا نرى سوى هذا الحل، اي ان يصبح حزب الله حزباً سياسياً ويتخلى عن السلاح.
وختمت المصادر بأن الرئيس فؤاد السنيورة والنواب احمد فتفت وخالد الضاهر ومعين المرعبي والامين العام للتيار احمد الحريري ومنسّقه في طرابلس مصطفى علوش لا يؤيدون هذا الحوار، ولا يأملون منه اي نقطة ايجابية، فيما على خط زملائهم الحمائم فهنالك نظرة تفاؤلية خجولة ليس اكثر، ورأت بأن النظرة عينها تسّجل على خط حزب الله ايضاً، فيما يرى رئيس مجلس النواب بأن الهدف من رعايته للقاء الاول في عين التينة تحقيق التهدئة السياسية التي بتنا نلمسها في الشارعين السّني والشيعي، بمجرد ان أُعلن الحوار بينهما، لان المطلوب اليوم وبشدة الابتعاد عن لعبة الشارع التي لا تفيد سوى اعداء لبنان.