IMLebanon

الحكومة الساقطة بالنفايات

الحكومة اللبنانية فشلت فشلا ذريعاً في حل مشكلة النفايات لانها تعمل تحت الطاولة وليس من امر واضح ولأنها الغت المناقصة من اجل النفايات وقامت باتصالات فردية من بعض الوزراء مع شركات مشبوهة لترحيل النفايات بسعر مرتفع يكلف لبنان مئات الملايين من الدولارات، الى ان وصلنا الى الحائط المسدود وعدنا الى الاقتراح التي طرحه النائب والوزير الحاج حسن الذي قال بالمطامر لفترة سنتين، ثم إقامة المحارق، وهذا هو افضل حل ممكن في لبنان وعلى القيادات السياسية ان تضع كل ثقلها لتأمين المطامر لان النفايات باتت تغطي لبنان اكثر من الثلوج والشتاء وهي منتشرة في كل مكان، وستسبب الامراض الخطيرة على الأطفال وعلى الشعب اللبناني.

هنالك اقتراح قدمه رجل الاعمال الشاب نعمت افرام وهو شاب ناجح جدا ومعروف انه لا يريد شيئا من الدولة اللبنانية كما كان المرحوم والده الوزير جورج افرام لا يريد شيئا من الدولة اللبنانية بل كان يقدم التضحيات واستقال من وزارة الطاقة لانه شعر ان هنالك صفقات في مجال الكهرباء، والدليل انه تم صرف 11 مليار دولار واكثر على الكهرباء وما زلنا في التقنين الكهربائي ولم يتم انشاء مولدات الكهرباء تخص الدولة اللبنانية بل المولدات الخاصة المنتشرة في الاحياء هي التي حلت محل عمل الدولة اللبنانية ومع ذلك تخسر شركة الكهرباء ملياري دولار سنويا.

الاقتراح الذي قدمه الأستاذ نعمت افرام هو إقامة محارق بـ 60 مليون دولار بعد فرز النفايات وذلك ضمن الشروط البيئية اللازمة وقد اقام ذلك في الولايات المتحدة وفي اكثر من 10 دول ضمن شروط بيئية ممتازة وهي تناسب البيئة اللبنانية وتنتج كهرباء وتوفر على الخزينة اللبنانية مئات الملايين من الدولارات بدل ترحيل النفايات في سفن الى العالم وحتى الان الامر غير واضح والدول ترفض النفايات من لبنان ويقال ان الشركات وهمية ووراءها اشخاص مشبوهين وان السفن ستأخذ النفايات وترميهم في البحر على بُعد 30 ميلاً ثم تعود لتأخذ غيرهم، وسيصبح البحر الأبيض المتوسط مليئا بالنفايات وستقوم الدول على لبنان وهذا بعد ان يدفع لبنان سعر الطن من النفايات 250 دولار وفي الامر حصص وصفقات مشبوهة وغير مقبول الامر، حتى ان روسيا التي قالوا انه سيتم ترحيل النفايات الى البحر الأسود في الأراضي الروسية قالت انها ترفض قبول النفايات.

قام مجلس الانماء والاعمار بإلغاء المناقصة التي قدم اليها الاقتراح المهندس نعمت افرام مع انه كان يعرف ان الدولة اللبنانية لا تدفع الا بعد سنوات، ومع ذلك وافق على دفع 60 مليون دولار لاقامة المحارق وإنقاذ لبنان من مشكلة النفايات. والحكومة لم تعط أي أهمية لهذا الموضوع وتجاهلت الاقتراح الذي قدمه المهندس نعمت افرام رئيس مجلس إدارة شركة اندفكو، ونحن لو لم نعلم من مجلس الانماء والاعمار والمعلومات التي تابعناها عبر صفقات النفايات عن الفضائح فيها، لما كنا عرفنا بالاقتراح الجدي الذي قدمه الأستاذ نعمت افرام، رئيس مجلس إدارة اندفكو.

اليوم يغرق لبنان في النفايات والحكومة لا تأخذ قرارا، والزعامات السياسية التي تريد صفقات وحصص من ترحيل النفايات لا تمارس أي محاولة مع الناس لايجاد مطمرين في منطقة معينة لطمر النفايات لمدة سنة الى حين إقامة المحارق وخلال 6 اشهر يمكن إقامة المحارق والبدء بهذا الحل الممتاز وإنقاذ لبنان من الغرق في النفايات ومن العار ان تبقى الحكومة اللبنانية سنة كاملة ولا تجد حلا للنفايات الا رميها في الشوارع وفي الوديان وفي الجبال وعلى الأرصفة ويتم رمي الكلس عليها كذلك يتم حرقها امام الأنظار بين الأبنية والسكان وهذا امر مسيء للبيئة في لبنان وسيسبب كارثة بيئية اذا استمر في ذلك.

كيف يفسر لنا الرئيس تمام سلام هذا التقصير في حل مسألة النفايات، كيف يفسر لنا الوزراء هذا التقصير في حل مشكلة النفايات، كيف تفسر لنا الزعامات السياسية كلها المسؤولة عن البلاد عدم حل مشكلة النفايات منذ سنة وحتى الان. والجواب هو انه لا احد يجيب لانهم يفكرون بمصالحهم، وهم عاجزون امام حل وطني لمسألة النفايات وللبيئة وانهم يريدون حصصا مالية من ترحيل النفايات، وأول شخص يريد حصة مالية تقدّر بـ 40 مليون او 50 مليون دولار في السنة من قضية النفايات هو الرئيس سعد الحريري – كما ورد الينا – من اخبار مجلس الانماء والاعمار اذا تم ترحيل النفايات سعر الطن بـ 200 دولار وما فوق، ويبدو ان الرئيس الحريري بحاجة الى 50 مليون دولار لدفع رواتب اوجيه – سعودي ومصاريف لبنان وتيار المستقبل، وهو واقع في ضائقة مالية وهمية لانه يعمل في المملكة العربية السعودية ولا يريد ان يدفع من شركته أي شيء والمملكة لا ترسل مالاً حالياً الى لبنان، بل هي تلغي الهبات للجيش اللبناني والرئيس سعد الحريري رأى هو وثلاثة من القياديين لا نريد تسميتهم ان افضل حل الاستفادة من ترحيل النفايات للحصول على حوالي 100 مليون دولار من اصل نصف مليار دولار سيكلف ترحيل النفايات من لبنان.

انه عار كبير على هذه الحكومة ان توصل الشعب اللبناني الى هذا المستوى من الاهتراء الحكومي وعدم الفعالية والجدية في حل مشكلة أساسية هي مشكلة النفايات التي ترميها على الشوارع والارصفة وفي الوديان والجبال مع ان هنالك اشخاص مستعدون لاقامة محارق فيما الدولة تقوم باقفال المحارق بالشمع الأحمر ولا تقبل دفع الأموال الى البلديات لحل مشكلة النفايات بل تريد صفقة مشبوهة تحت الطاولة يستفيد منها الاقطاعيون الجدد والقدماء من أموال الشعب اللبناني الفقير والمسكين الذي اصبح تحت خط الفقر.

آخر كلمة هي عار على هذه الحكومة وعلى هذه الطبقة السياسية ان تمارس هذه اللامبالاة وهذه الانانية في الحصول على حصص مالية من قضية النفايات وان تترك النفايات تملأ لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه الى الجبال وسهل البقاع وغيره.