اذا كان الاميركيون بالتحديد جادين فعلا في محاولتهم دحر “داعش” والقضاء على خطر هذا النوع من الجماعات المسلحة، فإن الطريق المباشرة والاقصر الى تحقيق هذا الهدف بشكل مستديم، هو بالتوازي العمل الجاد على اسقاط نظام بشار الاسد، وتدمير “الجسر” الايراني الممتد الى قلب المشرق العربي، ونقطة ارتكازه الاساسية هي سوريا. اذا لا بد من حرب دولية – عربية على جبهتين متوازيتين : الاولى ضد “داعش” في العراق وسوريا، والثانية ضد نظام بشار الاسد والقوى الداعمة له على ارض سوريا، بمعنى آخر كل الميليشيات التي استقدمت الى سوريا وبينها “حزب الله”.
هذه ليست دعوة الى خوض حرب ضد ايران في ايران، او ضد “حزب الله” في لبنان، انما هي دعوة الى التحالف العربي – الدولي لخوض حرب عادلة ضد نظام بشار الاسد الجزار وداعميه على ارض سوريا لتخليص سوريا والسوريين من الخيار المميت: إما سيف بشار وإما سكين البغدادي. لقد حان الوقت لقلب المعادلة التي سادت منذ ٢٠١١ برعاية اميركية – اسرائيلية تقوم على فكرة الابقاء على نظام مقيت ومكروه وضعيف والحؤول دون تمكين المعارضة من الانتصار على نظام بشار الاسد. وبالطبع كانت لهذه الفكرة والخيار اسس اسرائيلية معروفة مفادها ان نظاما مهترئا كهذا وفي حرب دائمة على كامل الارض السورية مع المعارضة افضل من حسم الوضع. ومعلوم ان الحسم لم يكن ليكون في مصلحة النظام على اعتبار ان المجتمع الدولي يدرك ان الاخير يمكنه مواصلة القتال بمعونة عسكرية روسية – ايرانية، وبميليشيات شيعية عراقية – لبنانية لكنه يستحيل ان ينتصر او ان يحكم سوريا. في المقابل تغيرت الصورة مع دخول “داعش” المشهد بقوة، ومعلوم ان ابوة هذا التنظيم العملية تعود الى الايرانيين والنظام في سوريا والقصة باتت معروفة.
لا بد لكي تنجح الحرب على “داعش” من اسقاط مبررات وجود تنظيم كهذا. فكما ان العراق ما كان ليعود اليه شيء من وحدة الموقف لانقاذ الكيان لولا اسقاط ديكتاتورية نوري المالكي القائمة على التعصب المذهبي. لا بد من بناء اسباب انتصار التحالف العربي – الدولي على “داعش” والتطرف بدحر التطرف والدموية في سوريا القاعدة الاساسية لـ”داعش” من طريق اسقاط نظام بشار الاسد، والحاق الهزيمة بالتنظيمات التي تقاتل الشعب السوري على ارضه. والوسيلة الاسلم تكون بتقديم الدعم المادي والعسكري، ورفع الحظر عن التسليح النوعي للمعارضة لـ “الجيش السوري الحر” العامل تحت مظلة “الائتلاف الوطني السوري” للتعجيل في الحسم.
لن يكون المشرق العربي في مأمن من توالد تنظيمات شبيهة بـ”داعش” ما دامت انظمة كنظام بشار الاسد قائمة.
ان التحالف العربي – الدولي الذي كان له مؤتمر دولي موسع في باريس بالامس، مدعو الى مقاتلة التطرف واسباب التطرف، وولّادات التطرف على السواء، والعناوين معروفة.