IMLebanon

تعثُّر التسوية الرئاسية يُرحِّل جلسة الإنتخاب إلى العام 2016

تعثُّر التسوية الرئاسية يُرحِّل جلسة الإنتخاب إلى العام 2016

هوَّة الخلاف تضيق بين «المستقبل» و«القوات» والإختلاف على التسوية ما زال قائماً

كما هو محسوب، رُحِّلت الجلسة النيابية الثالثة والثلاثون لانتخاب رئيس جمهورية إلى مطلع العام المقبل تاركة التسوية الرئاسية التي شغلت كل الأطراف المعنية بعد اللقاء الذي جمع رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في العاصمة الفرنسية قبل ثلاثة أسابيع وكادت مفاعيل ترشيح فرنجية أن تؤدي إلى خلط الأوراق السياسية على الساحة الداخلية، تترنّح عند عتبة التجاذبات والتحفظات والاعتراضات من الحلفاء قبل الخصوم.

وإذا كان الرئيس نبيه برّي  من أوائل الداعمين لإرساء التسوية على حليف حزب الله وأحد أركان تحالف الثامن من آذار نأى بنفسه عن هذا التجاذب، فإن حليفه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لم يجد حرجاً في الاعتراف بأن التسوية المقترحة من قِبَل رئيس تيّار المستقبل تعرّضت لانتكاسة قوية تستوجب وقتاً إضافياً غير محسوب بالأيام لإعادة الروح فيها، وكأنه يوحي بذلك إلى أن الاتصالات على ضفتي الأزمة مستمرة وتخضع لعمليات تجميل ومحاولات إنعاش على الصعيدين الداخلي والإقليمي بعدما تمّ احتواء شظاياها التي أصابت في الأيام الأولى للإعلان عن المبادرة – التسوية وحدة مكوّنات الفريقين ولو نسبياً بحيث تكثفت وتيرة الاتصالات لا سيما على جبهة فريق 14 آذار لرأب الصدع أو لحصر الاختلاف في الرأي في إطاره وعدم تحويله إلى اختلاف وفق ما عبّر عنه أمس من مجلس النواب نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس تكتل نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة.

وحسب مصادر مطلعة في قوى 14 آذار فإن هذا المؤتمر المشترك بين عدوان والسنيورة جاء بعد سلسلة اجتماعات عقدتها قوى 14 آذار في الأسابيع التي تلت تسريب خبر ترشيح فرنجية كان هدفها الأول والأخير لملمة التشرذم، ووقف التصدّع الذي أصابها وبالتالي إعادة اللُحمة إلى صفوفها.

ويؤشر هذا المؤتمر المشترك بين رئيس كتلة نواب المستقبل ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية وما أدلى به كلٌ منهما من مواقف تتعلق بالاستحقاق الرئاسي والتسوية المقترحة من رئيس تيّار المستقبل إلى أن اجتماعات بيت الوسط، ولا سيما الاجتماع الموسّع الذي عُقد أول من أمس وحضرته كل مكوّنات الرابع عشر من آذار قد أسهم إلى حدّ كبير في تقليص حجم التباعد في وجهات النظر بينها، كما أتاحت الفرصة لكي يعبّر كل واحد عن رأيه بصراحة ويعرض هواجسه إزاء المطروح من مستجدات، وهذا ما أوضحه النائب عدوان بتأكيده على وحدة 14 آذار وعلى عدم الخوف من تصدعها أو «فرطها» من دون أن ينفي استمرار الاختلاف في وجهات النظر بين القوات وتيار المستقبل مع تأكيده في الوقت نفسه على أن لا خوف من أن يتحوّل ذلك إلى خلاف يُطيح بهذا التحالف.

وكان اللافت في هذا السياق التقارب في وجهتي نظر الرئيس السنيورة والنائب عدوان حول مقاربتهما الاستحقاق الرئاسي، ما حمل أحد نواب تكتل التغيير والإصلاح على عدم إخفاء امتعاضه من هذا التقارب على التفاهم القائم بين جبهة الممانعة المسيحية بالنسبة إلى التسوية التي اقترحها رئيس تيّار المستقبل، مستذكراً الإتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس حزب القوات اللبنانية قبل بضعة أيام مع رئيس تيّار المستقبل وتأكيد حرص الاثنين على أن أي اختلاف يجب أن لا يتحوّل خلافاً لأن ثورة الأرز أكبر من السجالات السياسية التكتيكية.

وفي إطار تكثيف حركة التواصل بين التيار الأزرق والقوات زيارة مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود أمس إلى معراب حيث اجتمعا بالدكتور جعجع في حضور النائب فادي كرم ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي على مدى أكثر من ساعتين وما رشح عنه من أن الطرفين بحثا الملفات الراهنة وأولها الاستحقاق الرئاسي، ونقل موفدا الحريري لجعجع حرصه على التحالف العميق والراسخ بين تيّار المستقبل والقوات اللبنانية كما حرصه على استمرار 14 آذار إضافة إلى النظرة حول حل الأزمات التي انفجرت نتيجة السياسة الممنهجة لتعطيل المؤسسات الدستورية في البلاد إلى سياسة إفقار الشعب وإسقاط الدولة.

إلى كل ذلك يترقّب الوسط السياسي بكل مكوّناته الإطلالة التلفزيونية للمرشح فرنجية مساء اليوم، وما يمكن أن يعلنه من مواقف حول برنامجه الانتخابي في حال وصوله إلى رئاسة الجمهورية، ومن توضيحات رداً على الأسئلة الكثيرة المطروحة من قَبِل الأطراف المحليين حول العديد من المسائل الاستراتيجية.