Site icon IMLebanon

نادي الأحزاب العائلية  يرحب بالتيار الحر

ليس خارج التوقعات ودينامية الوقائع ما جرى في التيار الوطني الحر. فلا مفاجأة ولا صدمة الا لأصحاب الأحلام المؤمنين بالتغيير. ولا التيار هو أول تجمع تأسس على رفض التقاليد والوراثة ليجد أن التقاليد والوراثة فرضت نفسها عليه. ولا من السهل أن يصبح التيار حزباً يمارس الديمقراطية المباشرة في انتخاب رئيسه وكوادره بالمعنى الذي تحدث عنه العماد ميشال عون وتصوره الناشطون.

ذلك ان ولادة التيار لها دور مهم في مساره. فهو ولد في ساحة قصر بعبدا قبل ربع قرن، وتوسع في ظل القمع والاضطهاد للناشطين بعد الدخول العسكري السوري الى وزارة الدفاع والقصر، ثم نفي العماد عون الى فرنسا. ظروف الولادة ارتبطت بالدفاع عن الحرية والسيادة ورفض الوصاية السورية والميليشيات. وصورة التحرك كانت في اطار معادلة بلا تعقيدات: قائد صاحب كاريزما، ميكروفون، وشعب. ولم تتبدل الصورة كثيراً بعد عودة العماد عون من باريس واكتساحه الانتخابات في المناطق المسيحية والمشاركة في الحكومات واستمرار الطموح لرئاسة الجمهورية. ولا تأثر كثيرون من ناشطي التيار بانفتاح الجنرال على سوريا والتفاهم مع حزب الله والدفاع عن سلاحه.

وكما في المنافسة الانتخابية كذلك في التزكية: اللعبة ضمن العائلة، مع ان التيار الحر غني بالناشطين والكوادر والمؤهلين للرئاسة والمناصب القيادية. فالمنافسة كانت بين جبران باسيل صهر الجنرال وآلان عون ابن شقيقته، بعدما خرج باكراً من المنافسة نعيم عون ابن شقيقه. والتزكية جاءت بالصهر للرئاسة، كما كان متوقعاً ولم يكن من أسرار الآلهة في توجهات رب العائلة المؤسس.

مفهوم ان جبران باسيل وآلان عون في طليعة الناشطين والمؤهلين. لكن الوراثة على طريقة الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب وحزب الكتلة الوطنية وسواها ستكون هي، لا المؤهلات، مدار الأحاديث. وما أكثر الذين يشعرون بالارتياح الى أن التيار الوطني الحر مثلهم، وليس متميزاً عن بقية الأحزاب والتيارات حسب خطابه، ويقولون له: أهلاً بك في نادي الأحزاب العائلية. وما أصعب المجادلة بالعكس، مهما قيل ان التخوف من انشقاقه فرض التزكية والتوريث، وان التحدي هو تفعيل الاصلاح والتغيير.

والواقع ان النظام الطائفي، برغم عيوبه وسلبياته، أقوى من الجميع. حتى الأحزاب الثورية العابرة للطوائف، فانها تتكيف مع المناخ الطارد للراديكالية. فنحن في بلد حروب أهلية لا ثورات، تسويات لا حلول. بلد تقزيم الأفكار الكبيرة، وتغطية المصالح الشخصية والفئوية بأفخم الشعارات الوطنية. بلد تموت فيه السياسة ويعيش السياسيون الذين يكافئون أنفسهم بالمال والسلطة على الفشل والعجز والأنانية وغطرسة السخافة.