انتهى استعراض التحدي، الآن يستطيع بنيامين نتنياهو ان يفحص التحسّن في مواقعه الإنتخابية بعد خطابه الإقتحامي في الكونغرس، ويستطيع باراك اوباما العمل لترميم مواقعه في هذا الكونغرس، والآن يستطيع علي خامنئي ان يرى حبر التوقيع على الإتفاق النووي مع الدول الغربية يسيل بعد عقد من المفاوضات والعقوبات وعضّ الأصابع.
مضحك ان يأتي تعليق اوباما على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس على النحو التالي “لم أستمع الى كلمته ولا أجد فيها جديداً ولم يقدم اي بدائل مجدية”… غريب كيف لم يجد جديداً ولا إكتشف بدائل من غير ان يستمع؟
البيت الأبيض يقول إنه إنصرف الى إجراء اتصالات مع زعماء أوروبيين ولم ينظر الى التلفزيون، ولكن هناك من وشوش في أذنيه لحظة بلحظة، وخصوصاً امام الفظاظة التي شهدها عندما وقف اعضاء الكونغرس لإستقبال نتنياهو وصفّقوا له 20 مرة وهو ما لم يحظ به أوباما في دورتين رئاسيتين!
هل كثير اذا قلت إن اوباما بالغ في السعي الى طمأنة نتنياهو عندما أرسل سامنثا باور لتخطب في مؤتمر “إيباك” مباشرة قبل نتنياهو وسوزان رايس لتخطب مباشرة بعده، بينما انهمك هو في إعطاء حديث لوكالة “رويترز” يعكس مباشرة ما حاولت كل من باور ورايس ان تشيعاه في الكونغرس من “ان قرار اوباما هو منع ايران من امتلاك سلاح نووي ونقطة على السطر. الرئيس ملتزم وسواء فشلت المفاوضات أم نجحت فان الولايات المتحدة ستبذل كل جهد للدفاع عن أمننا وأمن صديقتنا اسرائيل”؟
أوباما ذهب أبعد من ذلك بالقول إنه يجب على ايران ان تلتزم تجميداً لنشاطاتها النووية يمكن التحقق منه لمدة عشر سنين على الأقل من أجل التوصل الى اتفاق، ولكن كل هذا بدا بمثابة حرب بيانات مع نتنياهو، وخصوصاً في ظل تصريح فيديريكا موغيريني ان إصرار نتنياهو على نشر المخاوف غير مفيد في هذه المرحلة، وتحديداً في هذه الساعات التي نقترب فيها من تحقيق نتيجة، بما يعني ان الإتفاق أصبح ناجزاً!
دوي التصفيق في الكونغرس لم يخدش الهدوء المخيّم على بحيرة ليمان في مونترو حيث إستؤنفت المفاوضات بين جون كيري ومحمد جواد ظريف، ونتنياهو حذّر من “ان مضمون الإتفاق سيئ وايران التي تهيّمن على أربع عواصم عربية تزاوج بين الإرهاب والسلاح النووي” لكنه لم يكشف اي جوانب سرّية من الإتفاق المعدّ معها.
أوباما يقول هذا “خلاف عابر” ولن يكون له ضرر دائم على العلاقات مع اسرائيل، لكن خلافه الحقيقي مع أهل بيته في الكونغرس الذي ينظر في مشروع قانون يلزمه مراجعته في أي اتفاق مع ايران ويمنعه من رفع فوري للعقوبات عليها!