Site icon IMLebanon

بويز لـ “الديار”: أسهل الحلول التمديد لقائد الجيش الحالي وإعادة ترسيم المنطقة تفرضها نتائج الحرب على غزة 

 

يرى الوزير السابق فارس بويز، أن “فرنسا تطمح وترغب في أن يكون لها دوماً دور في كل المفاصل والتطورات اللبنانية، ومن هنا، لا يمكنها أن تكون غائبة لا عن فراغ مركز رئاسة الجمهورية، ولا عن احتمال فراغ مركز قيادة الجيش، حتى ولو لم يكن لديها وسائل فعلية للتأثير بهذا الأمر، لكنها مصرّة على أن تلعب دور الوسيط في هذه المجالات”. ويعتبر الوزير بويز رداً على سؤال لـ “الديار، “أن زيارة لودريان تأتي في صلب المبدأ الفرنسي بأن تواكب دائماً الحياة السياسية اللبنانية”، ويشير إلى أنه، وإن “لم يحمل لودريان معه اقتراحات عملية ولا فعلية، فهذه الزيارة هي لاستكشاف ما إذا كان هناك بعض التغيير على مستوى الساحة اللبنانية، وأضيفت إلى مهماته السابقة مهمة أساسية وهي الإنذار من خطورة فراغ سدّة قيادة الجيش، لذا، لا أعتقد أنه جاء ليُصرّ ويُلِحّ على القوى اللبنانية بأن تذهب باتجاه انتخاب رئيس جمهورية وحل مشكلة فراغ قيادة الجيش المحتملة”.

 

وحول التجاذبات الحاصلة في ملف قيادة الجيش، يرى الوزير السابق بويز، أنه “في هذا الظرف التاريخي الخطير على مستقبل هذا البلد، لا يجب أن تلعب الحسابات الشخصية أو الحزبية أي دور في هذا الأمر، لأن الظرف يحتِّم على الجميع أن يولّوا المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار، ولو على حساب أنفسهم ومصالحهم الضيقة، وعليهم أن يذهبوا باتجاه حلّ هذه المشكلة، ولهذا، فإن أسهل الحلول وأبسطها هو في التمديد لقائد الجيش لفترة ستة أشهر، حيث أن تعيين قائد جديد يثير مشكلة في غياب رئيس الجمهورية، ولا يجوز إلزام الرئيس العتيد بقائد جيش قد لا يكون على تفاهم معه، إضافة إلى أنني لا أرى بأن تعيين رئيس أركان وإعطائه صلاحيات قائد الجيش، معقول في ظل مناخ طائفي موجود في البلد، كما لا أعتقد بأن تعيين الأقدم رتبةً قائداً للجيش لا يثير مشاكل كثيرة إن كان هذا الأقدم رتبة ضابطأً إدارياً غير ميداني، فنقع في مأزق، إضافة إلى أنه إن كان هذا الأقدم أقل رتبة من رئيس الأركان، ماذا نفعل؟ لذلك، أعتقد أن الحل الأبسط والأفضل هو تأجيل تسريح قائد الجيش الحالي لستة أشهر أو أكثر”.

 

وحول إمكانية حصول حرب، رأى بويز أن “الأمر يتعلق بنتانياهو، وأعتقد أنه حتى هذه اللحظة أثبت حزب الله أنه يحاول المحافظة على رباطة جأشه قدر المستطاع، فاعتمد سياسة الردّ بالمثل ولم يعتمد سياسة توسيع الجبهة أو الحرب، وأرى أن لديه حساباته في هذا الأمر، لأنه أولاً لا يريد أن يقع في فخّ نتنياهو، وثانياً، أنه يأخذ في عين الإعتبار الأوضاع الداخلية المتردّية، ولا يريد مزيداً من الدمار والخراب الذي ربما يحصل، وثالثاً ربما لديه إعتبارات إقليمية وحسابات أخرى في هذا الأمر”.

 

أما المشكلة، يضيف بويز، “فتقع عند نتنياهو، الذي يحاول توسيع رقعة الحرب، كونه محرجا بوضعه الداخلي ومحاسبته ومحاكمته، ولأن نتنياهو يدرك بأن حزبه أيضاً ضعيف ومتقهقر، وربما يفقد السلطة، ومن هنا، المخرج الوحيد بالنسبة إليه هو توسيع رقعة الحرب، وهذا عبر تحقيق انتصار تاريخي لإسرائيل كما يعتقده، أي أن يدفع بفلسطينيي غزة إلى مصر، وفلسطينيي الضفة إلى الأردن، بحيث يتمّ فرض توطينهم هناك، إلى أن تنتهي القضية الفلسطينية وقضية الدولة الفلسطينية، لذا، يسعى نتنياهو إلى الحرب، ولو حتى أصبحت حرباً إقليمية، ونتجت عنها حرب شبه عالمية تقريباً امتدت إلى الخليج وامتدت إلى قضية النفط ومضيق هرمز ومضيق باب المندب”.

 

وحول إمكانية ترسيم المنطقة، يشير بويز، إلى أن “الحديث عن إعادة ترسيم المنطقة، أعتقد أنه مرتبط أيضاً بمجرى أهمية ما يحصل في غزة أنه ليس فقط فلسطينياً، قد يؤدي إلى إعادة ترسيم المنطقة أم لا، لكن كما سبق وقلت، إذا أدّت حرب غزة إلى سقوط نتنياهو ومجيء حكومة معتدلة ومنفتحة، فلا لزوم للبحث في إعادة ترسيم منطقة أو غير ترسيم، سنكون أمام بحث باتجاه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وهنا قد تنتهي الأمور بشكل إيجابي، أما إن انتصر نتنياهو لا سمح الله، ولا أعتقد ذلك، وهجّر فلسطينيي غزة وفلسطينيي الضفة، وطُرح استيعاب الفلسطينيين في مصر والأردن، هذا ربما سيفتح الباب أمام ترسيمٍ جديد لمجمل خرائط المنطقة كي تتأقلم وتتطبّع مع الواقع الجديد، أي مع واقع عدم وجود دولة فلسطينية وواقع استيعاب اللاجئين الفلسطينيين، وهذا سينعكس على لبنان أيضاً”.