في سبعينيات القرن الماضي حين فاز الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد على منافسه الياس سركيس، نشر الراحل بيار صادق كاريكاتوراً في جريدة «النهار»، هو عبارة عن «ورقة نعوة» للمكتب الثاني: «من آمن بي وإن مات فسيحيا.
المرحوم المكتب الثاني. والده فؤاد شهاب. والدته الداكتيلو (آلة الطباعة). أشقاؤه الأعضاء المنضوون في حلف النهج. يُرجى إبدال الأكاليل بالتبرع للبنك المركزي». يتذكر منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد هذا الكاريكاتور، الذي ورد فيه ذكر والدته النائبة الراحلة نهاد جرمانوس التي كانت في صفوف «النهج»، بعد حسم النائب سعد الحريري تبنيه ترشيح النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. «ورقة نعوة» الـ 2016 مُخصصة لفريق 14 آذار (وتصلح أيضاً لـ 8 آذار بعد أن تفرّق الحلفاء). أين مجلس العزاء؟ «في مقرّ الأمانة العامة»، كما يُنقل بسخرية عن سعيد.
نائب جبيل السابق يتحفظ عن الحديث قبل ساعات من إعلان الحريري لترشيح عون، ليضرب بذلك عرض الحائط بكل الشعارات التي رفعها فريقه السياسي. هو يعد بأنه سيعقد في الأيام القليلة المقبلة مؤتمراً صحافياً يُقدّم فيه موقفه الرسمي. في هذه الأثناء، يُمكن استقاء موقفه ممّا يُنقل عنه. كان قد صرّح سابقاً لـ«الأخبار» بأنه «سأكون المعارضة بوجه عون وكلّ من يؤيده». لا يزال على الموقف نفسه، ولكن ليس في خندق المعارضة نفسه مع الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، لأن «معارضتهما تقوم على قاعدة قُم (يا عون) لأجلس مكانك. معارضتي هي للوصاية الإيرانية التي حلّت مكان الوصاية السورية». لكن سعيد يكاد يلاقي بري حين يقول إن «فوز عون بالرئاسة هو مشروع غلبة وسيُفجر البلد. وأنا مسؤول عن كلامي».
يصف سعيد نفسه بـ«عضو في جمهور 14 آذار». وبعد أن يُعلن الحريري دعمه لعون «سأكون عنصراً من جمهور 14 آذار الذي لن يتخلّى عن المكتسبات التي حققها». وهو يُصر على أنّ الحريري لا يزال جزءاً من هذا الفريق «سعد الحريري ما ضهر من 14 آذار بس ربح حالو». يختم المقربون من سعيد بنقل نقطتين عنه: الأولى أنّه «رغم الاعتراض على سمير جعجع وسعد الحريري لتبنيهما عون، إلا أنّ المعركة ليست معهما، بل مع حزب الله والمشروع الإيراني». والثانية هي أنّ جعجع والحريري «استسلما لحزب الله».