IMLebanon

سعيد لـ “الديار”: لبنان على مشارف مرحلة العام 1920 لا وثيقة مسيحيّة ـ وطنيّة بل مسيحيّة أو وطنيّة أيّ “إتفاق الطائف” 

 

 

يجزم النائب السابق فارس سعيد بأن “ما من وثيقة مسيحية ـ وطنية”، مؤكداً أن “الوثيقة المسيحية تعني أن المسيحيين يعتبرون أن أزمة لبنان هي أزمة نظام، وليس أزمة السلاح غير الشرعي، وفي حال الحديث عن وثيقة وطنية، فهذا يعني الإلتزام باتفاق الطائف فقط”. وقال لـ”الديار” عن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بالأمس: “يبدو بوضوح أن القرار “الإسرائيلي” بتدمير كل ما يمكن أن يهدِّد أمن “إسرائيل”، هو قرار كبير وصل إلى حدّ استهداف القنصلية الإيرانية، وهذا بحسب القانون الدولي أن إيران هي المستهدفة، وبالإضافة إلى ضخامة قرار استهداف القنصلية، فإن الولايات المتحدة التي تدخل بشكل تدريجي في المرحلة الإنتخابية، غير قادرة على قمع هذا القرار الكبير أو على وضع ضوابط له، ويظهر أن هناك قراءات مختلفة بين الولايات المتحدة ومصالحها، وبين “إسرائيل” ومصالحها. ويبدو أن هذا القرار الكبير سيستمر، وبالتالي بدأنا في 8 تشرين في لبنان بقواعد الإشتباك، ثم انتقلنا إلى البقاع ومن ثم إلى الغازية، وبعدها انتقلنا إلى حلب، واليوم إلى الشام”.

 

ويكشف عن ” انهيار ما يسمى بقواعد الإشتباك، التي ترتكز على ثلاثة أمور: أولاً التوازن في استخدام السلاح، وبتوازن استخدام السلاح لم يعد هناك من توازن، بحيث أن فريقاً يدخل إلى الهاتف الخليوي في مقابل فريق يقصف كاتيوشا، فهناك فوارق كبرى في التكنولوجيا المستعملة. وثانياً بقواعد الإشتباك في عمق الضربة، أي أحدهم يقصف على مدى كيلومتر واحد في الأراضي المحتلة، والآخر يقصف على كيلومتر واحد في الأراضي اللبنانية، أما اليوم فتجاوزنا الأراضي اللبنانية وأصبحنا في حلب والشام. وثالثاً في الضحايا أي قتيل مقابل قتيل، وأصبحنا في مكان آخر، أي لا يمكن المقارنة بالنسبة لأعداد القتلى والجرحى”.

 

ويضيف “أن قواعد الإشتباك انهارت بالكامل، وما حصل في الشام هو خطوة إضافية باتجاه تصعيد كبير يحصل على الجبهة الشمالية، لأن من قُتل بالأمس بحسب الإعلام الإيراني هو قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان وفي الجبهة الشمالية”.

 

وبالنسبة لترددات ما حصل على الوضع اللبناني، يشير إلى “قرار يجري مناقشته في مجلس الأمن، وهو كناية عن مسودّة ترتكز على وقف إطلاق نار وإقرار حل الدولتين، فإذا أُقرّ بموافقة أميركية، سيكبر الإختلاف الأميركي ـ “الإسرائيلي”، وبالتالي سنكون أمام حرب أوسع”.

 

وعن إمكانية انتخاب رئيس في العام 2024، يلفت إلى “عدم وجود قوى سياسية لبنانية مؤثّرة في اللعبة السياسية، وحتى الملف الرئاسي ستحدّده نتائج حرب غزة”.

 

وعن قراءته لوثيقة بكركي، يعتبر أن “هناك قراراً في بكركي لإصدار ورقة مشتركة، حتى ولو كانت هذه الورقة لا تقارب الواقع، بحيث أنها ترفض أن يقال أن بكركي جمعت القوى المسيحية ولم تصدر أي ورقة عن عملية الجمع هذه، وحتى لو كانت ستقول فيها أبانا الذي في السماوات، بكركي تصرّ على إصدار ورقة مشتركة، ولو أنها غير مفيدة في السياسية. وبالتالي، بكركي تسعى للوصول إلى الشكل على حساب المضمون، رغم أنها تتمنى أن يكون المضمون جيداً، ولكن في حال لم تتمكن من الوصول إلى مضمون جيد، فهي تكتفي بالشكل”.

 

وعما يقال أنها ستكون وثيقة مسيحية ـ وطنية، يرفض سعيد هذه المقولة، مؤكداً أنه “إمّا أن تكون وثيقة مسيحية وتتحدث بصراحة عن وجهة نظر مسيحية، وعندها نستطيع ان نقول اننا معها او ضدها، وأن تعتبر أن الأزمة ليست أزمة سلاح إنما أزمة نظام، أو إمّا أن تكون وثيقة وطنية يكون اسمها اتفاق الطائف ويتبناها الجميع وهي الوثيقة الوحيدة القابلة للحياة”.

 

وعن المرحلة المقبلة، يرى سعيد أن “لبنان على مشارف مرحلة تشبه مرحلة 1920 أي إعادة تشكيل المنطقة وتشكيل حدود النفوذ الثقافي والسياسي والعسكري والإقتصادي في المنطقة، وبعد حرب غزة من الممكن أن يتراجع النفوذ الإيراني، ومن الممكن أن يتثبت أكثر”.