Site icon IMLebanon

سعيد لـ “الديار”: لا نريد الاصطدام مع جنبلاط أو الدروز في الجبل

 

بالأمس “كان يوم الجبل بامتياز”، بهذه العبارة وصف النائب السابق الدكتور فارس سعيد، جولة البطريرك بشارة الراعي في الشوف والجبل والمحطات التي سُجّلت خلالها، ودلالات المواقف التي أطلقت على هامشها والتي لم تخلُ من السياسة إلى جانب الطابع الثقافي والاجتماعي والإنساني، في ضوء تكريس مناخات الإيجابية والارتياح بين المكونات كافةً في الجبل، وخصوصاً أن الملف الرئاسي، لم يغب عن هذا اليوم الطويل، وقد حضر في المختارة، كما في بعقلين وبيت الدين، من خلال المواقف التي أطلقها كل من زعيم المختارة وليد جنبلاط وشيخ عقل الموحدين الدروز الدكتور سامي أبو المنى. ووفق سعيد، فإن السياق العام للزيارة البطريركية، والجو الوطني الذي ساد على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية في قرى الجبل، يأتي في توقيت لافت، حيث أكد سعيد لـ “الديار”، أن الحدث الوطني الذي شهده الجبل بالأمس، هو “المشهد الذي نريده، وليس مشهد قبرشمون”، في إشارة إلى حادثة قبرشمون التي شهدها الجبل منذ بضع سنوات، مشيراً إلى أنه “بين مشهد قبرشمون ومشهد جولة البطريرك الراعي والتلاقي بين أهل الجبل، فإن مشهد اللقاء الوطني بالأمس في الجبل هو الذي نريده”.

 

وعليه، يشدد الدكتور سعيد على رفض أي إشكاليات أو خلافات في الجبل، بصرف النظر عن العناوين السياسية المطروحة، ويعلن ” لا نريد الاصطدام مع الدروز ومع وليد جنبلاط حتى لو تمايز جنبلاط وأخذ حيّزاً من التحرك في بعض العناوين السياسية، ولا نضرب المصالحة في الجبل من أجل أي خلاف أو تباين سياسي”.

 

وبالتالي، وبالنسبة للخارطة السياسية المارونية في الجبل، يتحدث الدكتور سعيد، عن ثلاثة مسارات، الأول هو مسار ثابت ويتمثل بالعلاقة الثابتة بين المختارة وبكركي، والتي يجب أن تبقى على ما هي عليه، والمسار الثاني هو في العلاقة مع “القوات اللبنانية” وهي علاقة انتخابية، والمسار الثالث هو العلاقة مع “التيار الوطني الحر” وهي غير ثابتة وتسير بوتيرة متقطعة.

 

وعن النتائج التي حققتها الزيارة والجولات التي قام بها البطريرك الراعي، وإمكان حصول تحوّلات على مستوى ما هو مطروح من خطوات بالنسبة لواقع الجبل، وذلك لجهة الحدّ من حركة الهجرة في صفوف الشباب وتشجيع أهل الجبل على البقاء في أرضهم، فلا يعتبر الدكتور سعيد، أنه سيكون من الممكن تنفيذ مثل هذه الخطوات وتسجيل نتائج سريعة في المدى المنظور، مشيراً إلى أن تثمير أجواء المصالحة، هو الأساس”.

 

وانطلاقاً ممّا تقدم، يرى الدكتور سعيد، أن زيارة البطريرك الراعي، هي تأكيد على المسارات الثلاثة المذكورة، ولكنه يستدرك أنه على المستوى السياسي، فإن “الجديد فيها، هو أنها ساهمت في تعزيز أجواء ومناخات الارتياح على الساحة المسيحية من جهة، كما في الجبل من جهة أخرى، وبالطبع لدينا كلنا كقوى سياسية”.