IMLebanon

سعيد لـ “الديار”: سوء إدارة لدى المسيحيين وغياب المصلحة لدى المسلمين وأُحذر من تكريس الفراغ المسيحي بعد عام على شغور رئاسة الجمهوريّة

 

 

يصادف مرور عامٍ على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، والمرشّح للإستمرار بعدما فشلت كل محاولات انتخاب رئيس جديد على مدى جلسات الإنتخاب النيابية الماضية، وهو ما أرسى واقعاً جديداً على مستوى اللعبة السياسية الداخلية، حيث يرى أن “المسيحيين يتهمون المسلمين فيما المسلمون يتهمون المسيحيين، بينما في الواقع ما من طرف من الطرفين مقصّرٌ في عدم احترام الدستور”. ووجد الدكتور فارس سعيد في حديثٍ لـ “الديار”، أنه “إذا كانت هناك سوء إدارة لدى المسيحيين، قد أدت إلى عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية، فإنني أكتشف رغبةً لدى المسلمين بعدم انتخاب رئيس، أي لو فعلاً كان وجود الرئيس المسيحي في الأزمات الداخلية أو خلال الأزمات الكبرى مثل حرب غزة، مفيداً، لبادر المسلمون ومن تحت الأرض، لإيجاد حلٍ لرئاسة الجمهورية”.

 

واستذكر مرحلة العام 1974، مشيراً إلى أنه “وعلى الرغم من وجود 600 مليون مسلم وزعاماتٍ عربية على مستوى الملك حسين وأنور السادات وحافظ الأسد، طلبوا من ماروني إسمه سليمان فرنجية أن يتحدث بإسم كل العرب في الأمم المتحدة، لأن هناك مصلحة بأن يتكلم رئيس جمهورية لبنان بإسم العرب، وأمّا اليوم، ما من فريق يرى أن هناك مصلحة بوجود رئيس للجمهورية في لبنان”.

 

ويعتبر أنه في العنوان الرئاسي على وجه التحديد، يبدو أن “المسيحيين لا يعرفون مصلحتهم ولا المسلمين يرون مصلحةً في انتخاب الرئيس، بالتالي بقي البلد من دون رئيس جمهورية لمدة عام، وبدأ يعتاد على الشغور الرئاسي أو غياب رئيس ماروني ومن دون حاكم مصرف ماروني وقريباً من دون قائد جيش ماروني، وستعتاد المنطقة بعد حرب غزة، بأن يُعاد ترتيبها من دون مسيحيين، لأنه بعد هذه الحرب، لن يكون من الممكن ترتيب منطقة دون يهود ومسلمين، إنما يمكن ترتيب منطقة من دون مسيحيين، وبالتالي سيبقى المسيحيون الحاليون في لبنان، ولكن ليس في السلطة، ولن يكون للمسيحيين أي نفوذ سياسي”.

 

ويعطي مثالاً عن “الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأميركية الذين احتُلّت أرضهم من قبل الأوروبيين، وبقي حضور الهنود أو اصحاب الأرض فولكلورياً، أي يجلسون في خيمة ويلبسون لباسهم التقليدي ويزورهم السواح، وبالتالي فإن المسيحيين سيستقرون في بعض المناطق حيث المزارات الدينية، ويصلون ويدفنون موتاهم بصمت ويتكلمون السريانية، إذا استمر الفراغ الرئاسي”.

 

ومع مرور عامٍ على الفراغ الرئاسي ، يقول إن “من يحضر السوق يبيع ويشتري، ولذا ومن أجل تفادي الوصول إلى هذا الواقع القاتم للمسيحيين في لبنان، على المسيحيين بشكل خاص أن يدركوا أن العرس هو أهمّ من العريس، فالفراغ في رئاسة الجمهورية يعني إخراج المسيحيين من الحياة الوطنية في لبنان وربما من الحياة العربية، والمسيحيون لم يعرفوا مصلحتهم التي تقضي بانتخاب رئيس، كما أن المسلمين لم يجدوا أي مصلحة لهم بانتخاب رئيس بمعنى أنهم تقاطعوا على الفراغ وعدم الإنتخاب”.

 

وعن المبادرات الرئاسية، يكشف بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “لم يقدم أي شيء للبنان، وهناك العديد من اللبنانيين الذين يعارضونه، ولكن وبما أنه زار بيروت في لحظة انفجار المرفأ، رأى اللبنانيون بشكل عام أن هناك من يهتم بهم، بينما اليوم على مدى عشرين يوماً، زار “إسرائيل” كلٌ من رئيسي جمهورية أميركا وفرنسا، ورئيسة حكومة إيطاليا ورئيس حكومة ألمانيا، ونشروا الأساطيل في البحر، وبعد حرب غزة لن يستطيع أحد تجاوز هذا الحضور” .

 

وبالتالي يطرح سعيد سؤالاً عن “الدور المنوط بالمسيحيين”، موضحاً أنه “بالأمس أعلن زعيم ماروني ورئيس كتلة من 17 نائباً، أن هناك ناس يموتون في الجنوب حتى نسهر نحن في جونية، وكأنه يقول إن أولوياتنا هي السهر بينما أولويات غيرنا هي التضحية، وما من جهة ردت عليه، مع العلم أن في لبنان جيشا مسؤولا بحكم الدستور عن حماية كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وكأن هذا الزعيم الماروني، يقول إن هناك اختصاصا للطوائف، بمعنى أن هناك طوائف تستشهد من أجل لبنان بينما طوائف أخرى غير معنية، وهذا القول مرفوض تماماً ويسيء إلى كل المسيحيين من دون استثناء لأنه يصوّرهم وكأنهم غير وطنيين أو أنهم يتأخرون عن بذل الدماء من أجل الوطن”.