وداع الأبطال في عرس وطني مهيب
المغرّدون يتوحّدون في «وداع الشهداء المظلومين»
من مدوخا واللبوة الى الضنية وشمسطار ومزرعة الشوف في القلمون فبعلبك وحورتعلا وفنيدق في عكار، تابع اللبنانيون وقائع تشييع الشهداء العسكريين عبر شاشات التلفزة. غادر الشهداء الامكنة وتوحّد اللبنانيون تحت راية شهادتهم، وكما كانت وسائل الاعلام منصة اهالي الشهداء المفجوعين، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي المنصة الاولى للبنانيين، حيث انفجرت بتغريدات وتعليقات فاقت كل اشكال التضامن، على مشهد وطني ولد من رحم معاناة عشرة عسكريين لبنانيين ارتكبت بحقهم وحق اهاليهم اقصى جرائم القتل والسياسة على حد سواء.
على صفحة ردينة البعلبكي صورة لطفل احد الشهداء يواسي والدته ويمسح دموعها اثناء مراسم تشييع والده امام وزارة الدفاع في اليرزة، هادي جعفر كتب معلقا على الصورة «امام هذه الصورة تبت كل كراسيكم والقابكم وعمائمكم والعهر في خوابيكم، هذا الطفل اذ يمسح دموع امه الثكلى، ابتسامته الاليمة تفضح العار فيكم»، وكذلك علّقت ردينة على الصورة بحزن كما آلاف اللبنانيين الذين نشروا صور وتصاريح وكلمات اهالي الشهداء على اوسع نطاق بكل تفاصيلهم وكلماتهم وحرقتهم وحزنهم وعتبهم. صورة منزل الشهيد عباس مدلج المزين بالورود البيضاء والسجاد الاحمر تحضيرا لاستقباله عمت بدورها حسابات الرواد، عباس كان ليمشي على البساط الاحمر ويمر من تحت الورود عريسا قبل ايلول عام 2014، اما اليوم فدخل منزله شهيدا في نعش ابيض راقصه رفاقه وأهله وووري في ثرى بلدته التي دافع عن ارضها من اليوم الذي قرر فيه ارتداء البذة العسكرية، فيما رافق اللبنانيون غصة ودمعة وغضب والد الشهيد علي الحاج حسن عند فتحه لباب منزل ابنه الذي لم يره يوما، الوالد رفض دفن علي قبل ان يبيت ليلته في منزله، فآثر تأجيل دفنه الى اليوم. اما والد الشهيد ابراهيم مغيط فله قصة عذاب مضنٍ رواها لابنه وهو يحرس تراب قبره ليلا وفجرا، الوالد المفجوع والحزين بدوره بات قضية اللبنانيين ومرآة حزنهم، «كم هي قاسية هذه الليلة، كم هي قاسية قلوبنا #العدالة» علق الاعلامي مالك الشريف على الصورة بعد نشرها. صور اهالي الشهداء لاقتها انتشارا صورة لرئيس الحكومة سعد الحريري اثناء تشييع الجثامين في وزارة الدفاع، تعابير حزينة وحقيقية تعكس أسى الموقف والحدث تناقلها اللبنانيون على حساباتهم ايضا حيث علقت سمر عمر عليها باختصار «وجع وغصة وحزن». وكذلك عمت صورة طفل الشهيد علي المصري مواقع التواصل، الطفل ذات الثماني سنوات الذي رفض مفارقة نعش والده، حمله المشيعون الى جانبه ومضوا.
شهداء الجيش اللبناني هم وحدهم شهداء الوطن، هذا ما اظهره الاجماع اللبناني الصريح الذي عكسته مواقع التواصل، رصد ردود أفعال الرواد كما مواقفهم ومطالبهم بكشف الحقيقة كاملة وبالسعي الى فتح تحقيق شفاف يظهر ملابسات القضية منذ بداياتها، اتى من كل الجهات والحسابات الفاعلة على المواقع الافتراضية والمعروفة باتجاهاتها السياسية المتناقضة حد النفور. فكتب صالح التنديل «عندما تزف شهيد الوطن … العزاء لكل الوطن»، فيما نشر رائد حسون صورة للجثامين العشرة في وزارة الدفاع معلقا «ستنتهي الحرب ويرحل الدواعش بالباصات المكيفة وستبقى ام الشهيد تبكي فراقه الى الابد»، اسامة وهبي كتب بدوره تعليقا على صورة لنعوش الشهداء «شهداء كل الوطن لكم الوفاء والخلود #تحية #الجيش_اللبناني»، وعبر يورغوس بيطار عن حزنه بالقول «يمكن اليوم السكوت ضروري وافضل من كل شي ممكن ينقال»، وكذلك كتب فيكتور جرجورة على صورة لوالد الشهيد محمد يوسف قائلا «وحياة دموعك الغالية وقلبك المحروق حقك وحق ابنك الشهيد ما رح يروح هدر #جمعة_الحداد #العسكريون_الشهداء».
فيما عاد اسامة وهبي وكتب على صفحته «شهداء الجيش اللبناني يوحدون لبنان من اقصاه الى اقصاه، لبنان كله يفرح بنصر الجيش، ولبنان كله يحزن على شهدائه، ولبنان كله يفتخر بجيشه وتضحياته وصموده على عكس الاحزاب المذهبية التي تعمل على تقسيم لبنان فتقزم النصر وتجعله يخص فئة من اللبنانيين من دون سواها. تملأ الدنيا خطابات واتهامات فتنزه من ايديها وتخون من عارضها، وتحيل الفضل بالنصر لدول خارجية، وتبخس بدور الدولة وتوزع الاتهامات في كل الاتجاهات فيختلط الحابل بالنابل وتضيع الانجازات والتضحيات في سوق المزايدات والاتهامات». فيما كتب ابو ربيع على صفحته تعليقا مستنكرا فيه منع الدولة اللبنانية التفاوض مع داعش لاسترجاع الجنود احياء وكتب «اسرى بسمنة واسرى بزيت تفاوض حلال وتفاوض حرام الله يرحم شهدا الجيش». وتعليقا على صورة لنعش احد الشهداء كتبت مريم اوبي بدورها «وبدل ما نستقبلك حامل علم بلدك استقبلناك ملفوف فيه». وكتب عبادة يوسف على هاشتاغ #جمعة_حداد «على الوطن الذي نهرب منه اليه، على انفسنا، على الشهداء، على حاضرنا،على كل شيء هنا».
فيما علق طارق ابو صالح على الهاشتاغ #وداع_الشهداء_المظلومين «بيحرق القلب واملنا بالوطن». وكتبت لارا صقر «هيدا مش نصر، هيدا وجع هيدا دموع وخذلان وكتير كتير قهر… يوم اسود بتاريخ لبنان». وعلقت حبيبة درويش على مشهد التشييع «شتان ما بين تشييع شهداء الوطن بوطنية وتشييع شبيحة ايران الطائفيين بالسرية».