Site icon IMLebanon

البستاني ليس فريداً

 

 

من قاطع إلى قاطع تُسمع قوقاة “أومليت”، لا بل من قرية إلى قرية، وتحديداً من العلالي فيلادج إلى محمرش سيتي متى باضت وأنجزت. تحرص دجاجتي الفاجرة على إبلاغ من يعنيهم الأمر، أن الساعة شارفت على الثانية عشرة ظهراً. إنها دقيقة في مواعيد إباضتها و”مرصبان” فخور أنها الأقرب إليه في الحرملك ويأمل أن ينجب منها دزينة صيصان، إن اُعطي القوة والعزم الكافيين لإنجاز مهمته كديك مزواج.

 

لا تختلف “أومليت” في سلوكها عن سلوك بعض السياسيين والنواب الذين يملأون الشاشات كلما “باضوا” اقتراح قانون، أو أشرفوا على تزفيت وصلة، أو شاركوا في شعنينة، أو رأسوا لجنة فرعية، ومن أكثر النواب نشاطاً وتهذيباً وإباضة الدكتور فريد البستاني، وكان لافتاً احتفاؤه بمشروع قانون الزواج المدني الإختياري، الذي يتداول فيه اللبنانيون منذ أيام الإنتداب، واشتغل عليه الوزير الراحل شوقي فاخوري وسقط بعدما هدد أحد رجال الدين بقطع يد من يوقّع عليه.

 

أخبر البستاني المشاهدين ما سبق أن سمعوه آلاف المرات عن تكبّد اللبناني مشقة السفر إلى قبرص للزواج مدنياً وتسجيل الزواج في لبنان بعد إتمامه خارج البلاد بدلاً من تولي قاض لبناني إتمام العقد هنا. قصة قديمة ممجوجة يخال من يستمع إلى البستاني يرويها أنه في طليعة مكتشفي تسرّب العلمانيين إلى نجمة الهلال الخصيب لعقد قرانهم مدنياً.

 

“أومليت” تقاقي سعيدة بإنجازها اليومي، البستاني مغتبط بنيابته التي تتيح له تحقيق المنجزات بشكل يومي، وكل إنجاز يوازي بيضة ذهب، إن قُدّر لها أن تفقّس، لنقلت اللبنانيين من عصر التخلّف إلى عصر التنوير، وقصة إحياء وزارة التصميم والأمثولة من حفر طريق محدد عشر مرّات بالتوالي، من قبل مصالح ووزارات، لانعدام التنسيق بينها رواها كثيرون قبل البستاني فتلقفها وعاد لإطلاقها طازجة بأسلوبه الرصين والهادف.

 

البستاني ليس فريداً بين أقرانه في مجلس النواب وخارجه، فكل فريق سياسي لديه لائحة بمنجزاته ومقترحاته ومشاريع قوانينه وخرائط طريقه لإنهاء أزمة لبنان الكيانية والسياسية. لائحة طويلة، أطول من طريق الحرير بقليل. فقانون استعادة الأموال المنهوبة، يستحق الإحتفاء به على طريقة “أومليت” أما متى استعادتها فـ”الكديش” ناطر.

 

وفي موازاة “احتفالياتنا” النيابية والوزارية والرئاسية، انشغلت الأوساط السياسية والحزبية بما طُرح عن نية القيادة الكتائبية لتعديل اسم الحزب رسمياً، فيصير “حزب الكتائب اللبنانيّة – الحزب الديمقراطي الاجتماعي اللبناني” وقد يثير هذا التعديل شهية بعض الأحزاب لإجراء تعديلات فتخيّلوا المير طلال إرسلان يعدل اسم حزبه في زمن التغيير فيصبح “الحزب الديمقراطي اللبناني ـ كتائب المير”.