Site icon IMLebanon

فريد الياس الخازن: سفير عون إلى الفاتيكان؟

 

شخصيتان من خارج ملاك وزارة الخارجية تتنافسان من أجل نيل لقب «سفير لبنان إلى دولة الفاتيكان»: فريد الياس الخازن (مُرشح رئاسة الجمهورية)، وأنطوان قسطنطين (مُرشح وزارة الخارجية). وبحسب مصادر في «الخارجية»، من المفترض أن يُبتّ الأمر في جلسة مجلس الوزراء، في الأسبوع المقبل

 

بعد ثلاثة أشهر من قبول البابا فرنسيس أوراق اعتماد السفير اللبناني لدى الفاتيكان أنطونيو العنداري، أُحيل الأخير أمس على التقاعد. لم تتدارك الدولة اللبنانية ذلك بتعيين خلفٍ لعنداري، رغم أنّ مصادر في وزارة الخارجية تقول إنّ «السفير الجديد سيُعيّن في جلسة مجلس الوزراء في الأسبوع المقبل». وإلى حين إتمام المعاملات الإدارية، «سيستمر العنداري في تصريف الأعمال، طيلة شهرٍ، وقد صدر قرارٌ إداري بذلك».

 

الخيارات المطروحة لتولّي المنصب في الفاتيكان محصورة بين شخصيتين، القاسم المُشترك بينهما أنّهما من خارج الملاك. الأول، هو النائب فريد الياس الخازن، الذي فضّل عدم الترشح إلى الانتخابات النيابية، من دون أن ينقل بارودته إلى جبهة مُعارضة للعهد الرئاسي. أما الخيار الثاني، فهو عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية أنطوان قسطنطين، «المُرشح الدائم» إلى هذا المنصب، منذ أن رُفض تعيين السفير جوني إبراهيم لاتهامه بالانتماء سابقاً إلى محفل ماسوني. ولكن المداورة في حينه بين العنداري وإبراهيم (تسلم البعثة اللبنانية لدى الأرجنتين)، أسقطت خيار قسطنطين الذي عمل لفترة طويلة مستشاراً للنائب محمد الصفدي.

 

يوجد تباين في وجهات النظر بين بعبدا والخارجية حول هوية السفير

 

تميل الكفّة، بحسب معلومات «الأخبار»، لمصلحة الخازن، مُرشح الرئيس ميشال عون. إلا أنّ الأمور «غير مُيسّرة»، لوجود تباينات في وجهات النظر بين رئاسة الجمهورية من جهة، ووزارة الخارجية من جهة أخرى. الوزير جبران باسيل مُصرّ على تعيين قسطنطين (من بلدة إهمج في قضاء جبيل)، تحت حجّة أنّه مُقرّب من الكنيسة المارونية، مُنفتحٌ، ولديه علاقات مُتشعّبة، في حين أنّ عون «يرتاح» إلى خيار الخازن أكثر من غيره. فنائب كسروان ــ الفتوح، سليل عائلة قدّمت ثلاثة بطاركة وسبعة مطارنة وعدداً كبيراً من الكهنة والرهبان، وأسهمت في بناء الأديرة والكنائس. آل الخازن هم حُرّاس بكركي، وعلاقتهم بالكنيسة المارونية تعود إلى أواخر القرن السادس عشر، وتربطهم علاقة بالكرسي الرسولي منذ منتصف القرن السابع عشر. وفريد الخازن لعب دوراً مُهماً إلى جانب الكنيسة، كمُشاركته في المجمع الماروني بين عامي 2004 و2006، يوم كان مُنسّق ملف الكنيسة والسياسة، وقد أسهم في نصّ البيان، فضلاً عن أنّ الخازن دكتور في العلاقات الدولية، ومُلمّ بهذه الملفات. بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية، لن يكون الخازن مُجرّد موظف ينتظر تقاعده، كما جرت العادة في البعثة اللبنانية لدى الفاتيكان، بل يملك فرصة للعب دور دبلوماسي ــ سياسي مُهم. واستناداً إلى المعلومات، تواصل رئيس الجمهورية مع الكاردينال بشارة الراعي، عارضاً عليه تعيين الخازن سفيراً لدى الفاتيكان، وقد وافقت بكركي. حتى إنّ الحبر الأعظم أُبلغ بنية مجلس الوزراء تعيين الخازن، ما شكّل دفعاً لالتحاق السفير البابوي الجديد الى لبنان المونسينيور نيكولا تيفولين بمنصبه. وقد شارك الأخير يوم الإثنين الماضي في القداس في بكركي.

وصل تيفولين إلى لبنان بعد أن أخّرت الفاتيكان تعيينه، بسبب «الأخطاء» اللبنانية تجاهها. فإثارة انتماء جوني إبراهيم إلى محفل ماسوني، أحدثت ضجّة في الاعلام الإيطالي وعلى المستويين السياسي والدبلوماسي. تَراجع الخارجية اللبنانية عن هذا الخيار، وتعيين أنطونيو العنداري قبل ثلاثة أشهر من تقاعده، اعتُبر «إهانة» لرأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، كما لو أنّ هناك من يستخف بالعلاقة معها. و«التحدّي» الأكبر للفاتيكان سيكون في طرح تعيين أنطوان قسطنطين، لأنّه مُطلق. فالمرّة الوحيدة التي وافقت خلالها الفاتيكان على تعيين سفير مُطلّق، كانت مع السفيرة الأميركية كاليستا غينغريتش (زوجة رئيس مجلس النواب الاميركي الأسبق نيوت غينغريتش). حاول الكرسي الرسولي رفض التعيين، إلا أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصرّ على سفيرته من منطلق أنّها تُمثل المبادئ الأميركية، وهو غير معني بالشروط الفاتيكانية.

مصادر وزارة الخارجية اللبنانية تؤكد لـ«الأخبار» أنّه «بعد أن وصلتنا معلومات أنّ قسطنطين مُطلق، تأكدنا من السجلات الرسمية، فوجدنا أنّ الأمر غير صحيح، ولا مُشكلة في وضعه العائلي». وفي وقت تُصرّ فيه المصادر على أنّه «لا يوجد تنازع أو صراع بين رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، بل تكاملٌ في العمل»، تنفي وجود خلافات بين الفاتيكان ولبنان، «حتى حين اقتُرح تعيين جوني إبراهيم، الذي لديه علاقات جيدة مع الكنيسة، ولكن الضجة في الإعلام هي التي أثّرت سلباً عليه». وتشرح المصادر أنّ دولة الفاتيكان «عدّلت في نظامها لتعيين الدبلوماسيين، ما أدّى إلى فراغ في حوالى 15 بعثة دبلوماسية حول العالم، ولبنان كان أحدها».