حمل انعقاد المُؤتمر العام السادس لحركة «فتح» في لبنان جملة من الدلالات والرسائل، في التوقيت والمكان والنتائج، فقد عُقِدَ المُؤتمر في «قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات»، في سفارة دولة فلسطين ببيروت، بحضور عضو اللجنتين التنفيذية لـ«مُنظمة التحرير الفلسطينية» والمركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد (بوصفه مُشرفاً على الساحة الفلسطينية في لبنان)، عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، مُفوّض الأقاليم الخارجية لحركة «فتح» عضو لجنتها المركزية سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية العربية السورية الدكتور سمير الرفاعي، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة «فتح» وفصائل «مُنظّمة التحرير الفلسطينية» فتحي أبو العردات، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» آمنة جبريل، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» رفعت شناعة، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» نائب مُفوّض الأقاليم الخارجية رائد اللوزي، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» سكرتير عام «الشبيبة الفتحاوية» حسن فرج، وأعضاء قيادة الساحة، أمين سر إقليم لبنان للحركة حسين فياض وأعضاء الإقليم.
تقدّم المُشاركين: مُفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مُمثّلاً بالشيخ بلال الملا، المُنسّق العام لـ«تجمع اللجان والروابط الشعبية» معن بشور، عضو قيادة «الحزب التقدّمي الاشتراكي» ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب الدكتور بهاء أبو كروم، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، ومُمثّلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل والقوى الفلسطينية.
ففي توقيت ودلالات انعقاد المُؤتمر:
– أنه عُقد في لحظة مفصلية بالغة الدقّة تمرّ بها القضية الفلسطينية، أكدت قدرة حركة «فتح» على مُواكبة التطوّرات والتجديد، رغم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفّة الغربية والقدس، واستهداف أبناء فلسطين المُحتلة في العام 1948 واللاجئين في الشتات.
– أنّ حركة «فتح» التي أخذت زمام إطلاق الرصاصة الأولى، بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 1965، وتحويل اللجوء الفلسطيني من خيم النكبة إلى ثورة مُستمرّة حتى يومنا، تجدّد أدوات ووسائل النضال.
– أنّ حركة «فتح»، ما زالت – رغم أوهام البعض – صاحبة القيادة والريادة والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل في إطار «مُنظّمة التحرير الفلسطينية» المُمثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، التي دفع الضريبة الغالية الرئيس ياسر عرفات من أجل الحفاظ على ذلك، ويستمر رئيس دولة فلسطين محمود عباس التمسك بهذه الثوابت.
– أنّ حركة «فتح»، وهي في العام الـ60 لانطلاقتها، أثبتت أنّها كخلية النحل في تجدّد دائم، فمَنْ كان شبلاً في الأمس يُقاتل ضمن أشبال الـ«أر.بي.جي» في مُخيّم الرشيدية، والتصدّي في مُخيّم عين الحلوة وقلعة الشقيف – النبطية لغزو الاحتلال الإسرائيلي في مثل هذه الأيام من العام 1982، وبقي على قيد الحياة، أصبح في مراكز قيادية، ويُواصل النضال جنباً إلى جنب مع الجيل الواعد وأشبال وزهرات الثورة، الذين قال عنهم الرئيس «أبو عمار»: «غداً سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس».
– أنّ حركة «فتح» على الساحة اللبنانية، تُواصل عملية التجديد على المُستويات كافة، فتتصدّى في الميدان لمُحاولات المجموعات المُتطرّفة بتنفيذ المُؤامرة، ومنها في مُخيم عبن الحلوة من خلال استهداف حركة «فتح» ووجودها في المُخيم، وما يُمثله من مركزية أساسية للوجود الفلسطيني في لبنان، فقدّمت ضريبة الدماء الغالية من أجل افشال ذلك، ووأد الفتن كما جرى في مُخيّم برج الشمالي.
ويتزامن ذلك مع البرامج والنشاطات من أجل توعية واستمرار بث روح التمسّك بالهوية والتراث، من خلال المُؤسّسات الحركية، فتشمل المجالات كافة.
– تحضيراً للاستعداد لعقد المُؤتمر العام الثامن لحركة «فتح»، الذي تأجّل انعقاده بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
أُطلِقَ على المُؤتمر السادس اسم مُؤتمر «شهداء قيادة إقليم الحركة السابقين محمد زيداني «أبو أحمد» وعاطف عبد العال وأكرم بكار»، الذين سُلّمت إلى عائلاتهم دروع الوفاء والتقدير.
انتخب أعضاء الإقليم لولاية مُدّتها 3 سنوات، فجرى المزج بين الاستمرارية والتجدّد، بإعادة انتخاب 10 من أعضاء الإقليم السابق و5 جُدُد.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد «العاصفة» والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، وترحيب من عريف الاحتفال بديع الهابط، تحدّث الأحمد مُستعرضاً «مسيرة حركة «فتح» والثورة والقضية الفلسطينية، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي المُتواصل ضد أبناء شَعبِنا».
وأكد أنّ «الرد الأنجع ضد المُؤامرات والمُخطّطات الإسرائيلية ومَنْ يدعمها، يكون بتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية الفلسطينية من خلال الإسراع في إنجاز المُصالحة، وإفشال مُحاولات البعض لاستمرار الانقسام البغيض».
بعدها افتتح المُؤتمر أعماله وفق النظام الداخلي، فانتُخِبَ شوقي السبع رئيساً له، وعاهد جمعة نائباً للرئيس وخالد عبود مُقرِّراً.
بدايةً جرى التأكد من اكتمال النصاب القانوني في المُؤتمر بتثبيت عضوية الأعضاء البالغ عددهم 187 عضواً، شارك منهم 186 عضواً، بعد انجاز مُؤتمرات المناطق التب امتدت على مدى شهرين، وانتجت قيادات جديدة.
بعد تلاوة أمين سر الإقليم حسين فياض التقريرين الأدبي والتنظيمي، جرت مُناقشة وفتح باب المُداخلات، ورفع التوصيات التي تمّت المُصادقة عليها من قِبل أعضاء المُؤتمر.
إثر ذلك فُتِحَ باب الترشّح لعضوية الإقليم الجديد المُؤلّفة من 15 مقعداً، فترشّح 24 عضواً للتنافس عليها.
أُعلِنَ عن فوز المُرشّحات: زهرة فياض، آمال شهابي وزينة عبد الصمد، بالتزكية لعدم وجود مُنافسات لهن، وفق «الكوتا» النسائية 20% من أعضاء الإقليم – أي 3 مقاعد.
بعدها بُوشرت عملية الاقتراع، لاختيار 12 مُرشّحاً من بين 21 استمرّوا بالترشيح.
ومع انتهاء عملية الاقتراع، وبداية فرز الأوراق، التي استمرّت حتى ساعة مُتأخرة من الليل، جرى إلغاء 4 أوراق بيضاء لعدم مُطابقتها شروط الاقتراع، فجاءت نتائج الفائزين، وفق الآتي: حسين فياض، نزيه شما، أكرم صالح، علي خليفة، يوسف زمزم، يوسف الأسعد، أبو إياد الشعلان، الدكتور رياض أبو العينين، الدكتور حسن الناطور، محمود سعيد، موسى النمر والدكتور سرحان يوسف.
ثم جرت اعادة انتخاب حسين فياض أميناً لسر الاقليم والدكتور سرحان يوسف نائباً لأمين السر.
لقد أثبتت حركة «فتح» أنّها كالمارد الذي يُولد من رماد طائر الفينيق، عصيّة على مُحاولات الإلغاء والاستهداف، أو مَنْ يُصوّر نفسه بأنّ دوره أكبر منها، فخارجها ستظهر الأحجام على حقيقتها!