IMLebanon

قدر الرئاسة اللبنانية

الانتظارات الرئاسية محكومة بمهلة أسبوعين، على الأبعد، لجلاء مواقف الأطراف المتماهية، حول من المرشح الفافوري المهيّأ لضمان الفوز، ضمن المواصفات المتداولة حالياً، والتي تبدو خارج مقاسات الأسماء المطروحة؟…

من هنا صعوبة إنضاج الحلول الرئاسية حتى بعد نهاية الأسبوعين، وبالتالي قبل حلول موعد الجلسة السادسة والأربعين في الحادي والثلاثين من هذا الشهر الجاري، حيث الرهان على الجولة الخارجية الجديدة للرئيس سعد الحريري وما سيعود به من معطيات تسهّل عليه حسم الخيارات.

الداعمون للعماد ميشال عون يأملون عودة الحريري بوفاض ملآن، والمعارضون له يستبعدون نزول المطر طالما السماء صافية، وخصوصاً بعد المواصفات المتقدمة التي حدّدها البطريرك الراعي للرئيس المطلوب، كأن يكون حكيماً وفطناً وصاحب دراية، لا رئيس طرف أو رئيساً صورياً…

أكثر من ذلك، فان مصادر كتائبية ترى ان حراك الرئيس سعد الحريري على أهميته، وتكلفته الشخصية والشعبية، كشف عن معارضات جديدة للعماد عون، ولمن تبنى ترشيحه، قولاً، أو فعلاً، من الرئيس نبيه بري الى النائب وليد جنبلاط الى المردة، فحزب الكتائب. الذي يضع فرنجيه في صفّ عون، ويطالب مع الرئيس أمين الجميّل الموجود في كندا بالافراج عن الديمقراطية اللبنانية والدستور اللبناني، المحبوسين في سجن المرشح الأوحد…

وتتخطى المصادر الكتائبية الآمال المعلقة على الجولة الجديدة المرتقبة للرئيس الحريري، لتؤكد بلسان النائب ايلي ماروني بأن ترشيح العماد عون سيظلّ يدور في الحلقة المفرغة، لأن الرئيس اللبناني هو نتاج توافق اللبنانيين، لا نتاج خلافاتهم، وتالياً لأن الاستحقاق الرئاسي يسير باتجاه المزيد من الاحتباس، بسبب السياسة الخرقاء التي ربطت هذا الاستحقاق الوطني بشعاب الأزمات الاقليمية والدولية المعقّدة.

ربما لهذا أوفد النائب وليد جنيلاط، وزير الصحة وائل أبو فاعور الى الرياض مرة أخرى أمس، للوقوف على رؤيتها العميقة لمآل المصلحة اللبنانية في هذا الخضمّ الواسع، بمعزل عن الأسماء والمسميات.

بالمقابل، هناك من ينصح القائمين بالحملة الرئاسية، باعتماد مبدأ عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة انطلاقاً من كون ما قد يحصل من جراء اعتماد الخيار المتوفر لن يكون أسوأ من الحاصل الآن، بل على العكس، فان انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة الجديدة، من شأنه فرملة التداعيات المتلاحقة منذ بدء أزمة الشغور الرئاسي، والتي تفاقمت مع تورّط المتورطين بالازمة السورية، وما ناب لبنان من ارتدادات النزوح الكثيف على أرضه.

والناصحون بهذا يرون ان على رئيس تيار المستقبل ان يستكمل جولته الداخلية، كشرط لفتح الصفحة الجديدة ولتسريع العهد الجديد، على اعتبار ان الكنيسة القريبة تشفي أسرع، لكن هناك من يتحدث عن فضيلة التريّث، في النزول الى الماء، طالما الموج عالٍ، وربما ما تراه ماء من علٍ، يتبيّن انه مجرّد سراب.

وغالباً ما تكون بعض الطروحات، مجرّد اغراءات لتسجيل نقاط، في مرمى آخر، محسوب لك وتحسب عليه.

وفي ظلّ الاحتدام الدولي حول سوريا، يصعب تمرير الحلول اللبنانية الرئاسية في معابر الجوار المتفجّر.

وفي خلاصة رأي مصدر متابع ان قدر الرئاسة اللبنانية، ما زال يغطّ في نوم عميق…