طرح ورود اسم النائب أحمد فتفت ضمن النواب المستقلّين، في جدول الاستشارات النيابية الملزمة التي يُجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اعتباراً من اليوم، سلسلة تساؤلات عما إذا كان نائب الضنية قد طلب من الرئيس سعد الحريري إعفاءه من المشاركة من ضمن كتلة المستقبل، على خلفية رفضه الالتزام بتوجهات رئيسها في انتخاب عون، أم أن الحريري قرّر إعفاء فتفت، أم أن الاختلاف في التوجّهات أدى الى انقطاع العلاقة بين الرجلين، فالتحق فتفت بركب المتمردين على زعيم «المستقبل»؟
في ظل غياب فتفت، أمس، عن السمع، وتأكيد مكتبه أنه لن يستطيع التحدث هاتفياً مع أحد، كثرت التكهنات حول التطورات التي شهدتها «الكتلة الزرقاء» التي اجتمعت أمس من دون فتفت، وهو كان انقطع عن حضور اجتماعاتها قبل فترة.
تشير مصادر مطلعة على أجواء «المستقبل» الى أن مشاركة فتفت في الاستشارات ضمن خانة النواب المستقلّين، كانت نتيجة طبيعية للجفاء الذي بدأ يتنامى بينه وبين الحريري منذ لقاءات السعودية التي عقدها «زعيم المستقبل» مع الوزير أشرف ريفي والنائب فتفت عندما كانا أبرز المعترضين على خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وإذا كانت ردات فعل ريفي العنيفة، قد أدّت الى القطيعة مع الحريري، ومن ثم تحوّلت الى خصومة سياسية كاملة، فإن فتفت تعاطى مع الأمر بنفس أطول، الى أن اقتنع على مضض بهذا الترشيح وترجمه بحضوره اللقاء التكريمي الذي أقامه مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار لفرنجية في دارته في طرابلس، وخلال تلك الفترة وما تلاها كان فتفت يدعو إما الى الالتزام بقرارات كتلة المستقبل أو الانسحاب منها.
وفي غضون ذلك، قدّم فتفت أكثر من إشارة سلبية تجاه الحريري أبرزها تواصله مع الوزير ريفي وحضوره ختام مهرجانات طرابلس وجلوسه الى جانب وزير العدل المستقيل على مدار ساعتين وسط تناغم كامل، فضلاً عن الشائعات التي تحدثت عن إمكان تعاون فتفت وريفي في الانتخابات النيابية المقبلة، لكون الأخير لم يعد يجد نفسه قادراً على احتمال سلسلة التنازلات التي يقدّمها الحريري والتي تنعكس سلباً على حضور التيار ونوابه في الشارع السني.
وكانت التطورات التي طرأت على موقف الحريري وتمثلت بتبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، حيث أعلن فتفت صراحة رفضه هذا الخيار، وانقطع عن اجتماعات الكتلة وسافر الى فرنسا (شارك في حفل زفاف سامي الجميل). ثم عاد وحضر الجلسة ومارس قناعته بالتصويت بـ «الورقة البيضاء» الى أن ترجم ذلك بالطلب من دوائر القصر الجمهوري اعتباره «نائباً مستقلاً».
يقول مقربون من فتفت لـ «السفير» إن علاقته مع الحريري لم تنقطع وإن التواصل قائم بينهما، وهو سيسمّيه لرئاسة الحكومة، لكن موقفه يأتي من باب انسجامه مع نفسه، خصوصاً أن الحريري ردّد أكثر من مرة أن مَن لا يريد الالتزام بقرار الكتلة عليه أن يخرج منها فطبّق ذلك على نفسه قبل غيره.
وتقول مصادر «كتلة المستقبل» إن اتصالات تجري مع فتفت لثنيه عن موقفه، والانضمام إلى «كتلة المستقبل» خلال الاستشارات.