إنطلاقاً من أنّ الرئيس ميشال عون هو «بيّ الكل» لا يمكن أن يقبل أي مواطن أو أي مسؤول في لبنان وفي العالم ألاّ تشكل الحكومة للأسباب الآتية:
أولاً- إنّ هذا العهد هو عهد الرئيس ميشال عون، فأي نجاح أو أي إنجاز يتحقق في العهد يعود الفضل الأوّل والأخير فيه الى رئيس البلاد.
من هنا نقول: النجاح للرئيس عون والفشل للرئيس عون، ولا نظن أنّ الرئيس ميشال عون يقبل بالفشل في عهده.
ثانياً- العقد التي يتحدثون عنها، بدءًا بالعقدة الدرزية نرى أنّ لكل عقدة حلاً، من حق وليد جنبلاط أن يطالب بالحصة الدرزية كاملة، ومن حق طلال ارسلان أن يطالب بحصته، ولكن الرئيس المكلف قال بمقعدين لجنبلاط والمقعد الثالث يكون لشخصية درزية «مستقلة» مقبولة من الجميع وليست محسوبة على أي طرف.
ثالثاً- العقدة المارونية، بالله عليكم إذا كان لـ»القوات» 4 أو 5 أو 6 وزراء فماذا يتغيّر؟ لذلك يمكن التفاهم والوصول الى حل العقدة مع «القوات».
رابعاً- عقدة جبران باسيل و»التيار الوطني الحر» أيضاً هذه المشكلة لها حل يستطيع رئيس الجمهورية أن يفرضه وهو الذي، مع الرئيس المكلف، يحددان الحصص والحقائب، ولا نظن أنّ الرئيس ميشال عون سوف يظلم التيار الوطني الحر، ولا الرئيس الحريري له مصلحة أن يكون «التيار» مظلوماً.
هذا على صعيد العراقيل والعقد.
نذهب الى موضوع أساسي وهو الوضع الاقتصادي:
أولاً- جميع الأمور في البلد معلقة بسبب عدم تشكيل الحكومة، خصوصاً أنّ لبنان يمر بأوضاع إقتصادية مثل سائر الدول في الإقليم وأوروبا وسائر أنحاء العالم، فالأزمة عالمية وشاملة.
ثانياً- 3 مؤتمرات منذ بداية السنة عقدت من أجل لبنان: مؤتمر روما ومؤتمر باريس ومؤتمر بروكسيل، وهناك إجماع على أنّ هذه المؤتمرات عقدت من أجل مساعدة لبنان، خصوصاً مؤتمر باريس (سيدر 1) الذي فيه مشاريع بِـ11 مليار دولار للبنى التحتية والمياه والكهرباء والمطار، وهي تنتظر الحكومة الجديدة ليبدأ العمل على تنفيذ هذه المشاريع التي قررها البنك الدولي، وهناك تمويل لها وهي جاهزة للتنفيذ، ولأوّل مرّة سيكون التنفيذ من قِبَل الدول المانحة التي ستشرف على التنفيذ، يعني لا مجال لأي هدر أو سرقات أو ترتيبات مشبوهة، وهذا سيحقق هدفين أوّلهما خلق 90 ألف فرصة عمل لبنان بأمس الحاجة لها، والثاني أنّ هذه القروض ستكون ميسّرة بفوائد 1 أو 2 في المئة وعلى فترات سماح تراوح بين عشر سنوات وعشرين سنة.
إلى ذلك، اليوم بدأت الأمور في سوريا تتحلحل، يعني يمكن الإستفادة من هذا المناخ الجديد لرجوع المهجرين والنازحين الى سوريا، وهو ما يدرسه الرئيس الحريري مع الروس لعودة أكثر من مليون نازح من لبنان الى سوريا بالاتفاق مع روسيا التي توفد اليوم بعثة الى بيروت، وأكد الرئيس الحريري أمس إثر لقائه الرئيس ميشال عون على أنّ لبنان سيواجه هذا الوفد الروسي بموقف لبناني موحد.
عوني الكعكي