IMLebanon

فتوش يُهدّد وأوباما يعتذر

نائب اقتراح قانون التمديد، نائب الـ 300 مليون دولار تعويضاً لوقف كساراته، نائب مغارة علي بابا يصبح نائب التهديد والوعيد، لأنّ موظفة في قصر العدل لم تستقبله كما يليق بمقام معاليه، ولم تعرفه، ولم تقدّم له الطاعة!

كدنا نظن انّ نائب التمديد اختبر معاناة الناس عندما ينتظرون، وهذا لم يعجب خاطره!

لا نرغب في التطرق الى تفاصيل الحادثة، لكنّ اللافت فيها ان بعض هؤلاء النواب والوزراء، الذين لا يفعلون شيئاً، اصبحوا يعتبرون موظّفي الدولة أجراء عندهم، وعدم تلبيتهم سريعاً يعدّ خطيئة مميتة تستحق ردة الفعل الانفعالية التي لا تليق برجل مسؤول يزعم لنفسه أنّه ممثل الامة، حتى ولو بالتمديد المعيب!

وعلى سبيل التذكير، لعلّ الذكرى تنفع، فإنّ باراك اوباما، رئيس القوة العظمى في العالم، الذي لم يستطع انتظار دوره في احد المطاعم لأنه كان على موعد داهم يضطرّه الى العودة سريعاً من زيارته ولايَتي تكساس وكولورادو الى واشنطن لترؤس اجتماعات، اعتذر بكل تهذيب الى عائلة تجاوزها، فأقدم على دعوة افرادها الى الغداء على حسابه الخاص تعويضاً.

وقد يكون النائب الزحليّ نقولا فتوش مستعجلاً، هو الآخر، لئلا يتأخّر عن طبخة التمديد لنفسه ولسواه، او لكي يتفقّد الثلاثمئة مليون دولار التي نالها تعويضاً لحقّه المقدس بالكسارات التي نهشت قمم جبالنا وأكلت أخضرها وحجرها.

وللتذكير تكرارا، فإنّ الرئيس اوباما عندما دخل أحد اقلام الاقتراع لم يقف اجلالاً له ورهبة منه اي من العاملين فيه، لكنه لم يصفع احداً، بل اشاد بعملهم وهنأهم على خدمتهم مجتمعهم.

■ ■ ■

اما عن آلية التنفيذ لوقف النزوح التي انجزتها الحكومة، فهي ضرورية، وكانت لازمة قبل اشهر، والمطلوب ان تكون جدية وليست مجرد ورقة تطير مع اول هبة ريح تأتي من هذا الاتجاه او ذاك. ليس المطلوب ان تكون قد أعدّت على عجل، ورفعاً للعتب او الجرح، لحملها الى مؤتمر برلين، وبعده كفى الله المؤمنين شر النازحين! حتى ان تطبيق هذه الورقة بصرامة لا يكفي وحده، بل يجب ان تكون هناك خطة صارمة وعملية لضبط الحدود، ليس فقط للحد من تسلل السوريين، بل ايضا لوقف النزف في اقتصادنا وأمننا، لأنّ الانفلات يعلّم الناس الحرام، ويغريهم بالسرقة والخطف ما دامت طرق الفرار مفتوحة امامهم.

واذا لم تنجح الحكومة في معالجة هذا الملف، فلن يكون في امكانها النجاح في اي ملف آخر. فهل تعي الحكومة ان ادارتها هذا الملف ونجاحها فيه سيكونان إنجازاً تشكر عليه في ظل شغور رئاسي وغياب مجلس نيابي منتخب جديد؟ وقد يغفر جزءاً يسيراً من خطيئة التمديد التي لا تغتفر!