IMLebanon

خوف من توطين… ثم تقسيم…

عوامل واسباب كثيرة تمّت صناعتها لتنتج كوكتيل للحياة اليومية للفرد اللبناني ووضعته في دائرة مغلقة لا يستطيع الخروج منها واذا تجاوز نهاية الخط المرسوم له سيتلقى عواقب ونتائج كارثية تودي بحياته، مرة اخرى وبسبب هذا الطوق المغلق الحديدي المصبوغ بالوان الفكر السياسي والعقيدة من المحرمات والثوابت والقيم المقدسة فهو غير قادر ان يجدد او يغير او يتطور مع المفاهيم العصرية والحضارية الحالية لا في الماضي ولا الان، حيث لا يمكن ان تكون مفاهيم وافكار وطرق واساليب وحياة وقوانين التي كانت سائدة قبل الفي عام ان تتماشى مع هذا العصر ونحن فيه. اي بمعنى شامل وادق كما تقول احدى الاوساط  السياسية، بأن ما نراه اليوم من فشل وتأخر ومراوحة الحكومة اللبنانية بظل فخامة الفراغ  هو تحصيل حاصل من المرض الذي تعاني منه الحكومة، هو مرض عضال وخبيث ولا يمكن معالجته او اصلاحه او حتى ترقيعه مهما حاول المنظرون السياسيّون والمحللون، حتى هؤلاء لا يستطيعون تجاوز الخطوط المسموح بها والمقبولة لان حياتهم ستكون في خطر والامثلة كثيرة سابقا وحاضرا

وتتساءل الاوساط هل عندنا ساسة؟ تساؤل يتردد في خلد من يتأمل ما يحصل من أحداث ونقاشات وطروحات ونزاعات محتدمة، ويحاول أن يبحث عن القاسم المشترك بينها لكي يفهم حقيقة ما يدور في الواقع اللبناني المزري. ومَن يتعمق في البحث عن الجواب يكتشف وبحسب الاوساط، أننا لا نمتلك ساسة ولا نعرف العِلم السياسي، ولا يوجد في أجيالنا السابقة والحاضرة منظرين سياسيين، وقادة قادرين على إستيعاب مفردات الواقع والنهوض بالوطن إلى حيث عليه أن يكون، وبسبب هذا الفراغ الرئاسي هناك خوف كبير من تمرير مشروع التوطين الذي يطبخ في الكواليس  من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين  والغربيين وأصحاب الكتل السياسية تمهيداً لمشروع التوطين ثم  التقسيم الذي سيكون على مقاس المتعاونين ، وهذا المشروع الذي يبدو انه سيفرض على لبنان  اولا، بسبب النزعة العربية والغربية  للتدخل في شؤون لبنان ومعظم البلدان العربية  الأخرى، خاصة تلك التي أنظمتها ضعيفة وهزيلة، من أجل تحقيق عدد أكبر من المصالح لأمد أبعد لها، لحماية كيانات حلفائها في المنطقة، وثانيا، بسبب إعتقاد البعض ان التوطين والتقسيم سيكون الحل الأفضل.

وتتابع الاوساط، بان لبنان يمر في نفق مظلم لا يمكن لأي طرف الخروج منه والعيش بأمان وإستقرار، وإنما ستبقى المشكلات بل ستتعقد وتتفاقم الأمور اكثر مما عليه حاليا مع عودة الانفجارات وربما الاغتيالات كما يحكى في وسائل الاعلام المحلية والاجنبية وعلى لسان السياسيين والمحللين المحلين والاجانب، وستظهر مشكلات اخرى ليست بالحسبان ومصادمات مستمرة ، كما ان الزمن ليس بضامنٍ ولا حتى دول الغرب وكذلك الصديقة كما يعتقد البعض بابقاء لبنان بعيدا عن ساحة الحرب  الدائرة  في الدول المجاورة، كونها ستعد خديعة يلجأ اليها البعض لإستغلال الشارع الذي يعيش في حالة الغيبوبة، بسبب أعاصير الظروف التي لم ولن تلعب دورا إيجابيا لولادة نتائج ناجعة وسليمة ومضمونة، توفر الحصانة من سفك دماء الأبرياء وتمنع جر البلاد الى الأزمات والإقتتال الأهلي لا سمح الله. ناهيك ان البعض يهدف الى احتكار السلطة.

وتختم الاوساط قائلة، «بان المهمة صعبة في بلد مرهق ولا يمتلك الكثير من أسباب النجاح في مواجهة التحديات. وقد يكون البقاء للاكثر فساداً».