Site icon IMLebanon

تصاعد الشكوك الرسمية في النيّات الدولية وتخوّف من مخطّط لتوطين اللاجئين

يتضاعف تشاؤم المسؤولين إزاء تداعيات الأزمة السورية على لبنان في كل المجالات، وبدأوا يشعرون كأن المليون ونصف المليون لاجئ المنتشرين في كل المناطق اللبنانية من دون ضوابط أمنية وموثقة، يندرجون في إطار مخطط “توطيني” أو اقامة موقتة غير محدودة زمنياً، ومرتبطة باستمرار المواجهات العسكرية المتنقلة من محافظة الى أخرى ومن دمشق الى أدلب فالرقة ودرعا وسواها. وما يعزّز شك المسؤولين هو ما نقلته اليهم وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس أولاً، من أن بعض الدول الكبرى تعارض ما كان قد اقترحه لبنان تخفيف وطأة اللاجئين الى مناطق داخل سوريا لا يجري فيها التقاتل. وثانياً، تقليص المساعدات للاجئين السوريين بدلاً من تأمين المبالغ المطلوبة. وثالثاً، تطالب الدول الكبرى بالغاء مبلغ الـ200 دولار الذي يدفعه اللاجئ السوري سنوياً طيلة اقامته في لبنان. وعلمت “النهار” ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس سأل آموس هل يستأذن “التحالف الدولي” عندما تقصف المقاتلات التابعة له مواقع لـ”داعش” في العراق؟ فأجابته بأن لا حاجة الى ذلك. وهل الأمر نفسه ينطبق على سوريا، ردت عليه بأن غرفة العمليات الجوية تبلغ دمشق بأي قصف جوي من طيران التحالف لمواقع الدولة الاسلامية و”جبهة النصرة” في الاراضي السورية بطريقة لم تكشف عنها. ولدى تبلغ درباس من آموس ان موسكو وبيجينغ ترفضان اعادة اللاجئين السوريين من لبنان الى المناطق السورية الآمنة، سألها أليس في وسع قيادة “التحالف” العسكرية ان تطلب من القيادة السورية العسكرية عدم قصف مناطق محددة من أجل تأمين سلامة العائدين من اللاجئين؟ وعقّبت المسؤولة الدولية بأنها أثارت هذا الاقتراح في مجلس الأمن وجبه برفض روسي وصيني.

ونقلت آموس الى المسؤولين طلب اللاجئين السوريين الغاء مبلغ 200 دولار اميركي بدل إقامة أي واحد منهم سنوياً في اي منطقة من لبنان، فأوضح ان “مجموع المبالغ السنوية من اللاجئين السوريين هو 140 مليوناً، ونحن نقبل بنصفه”، هنا قالت آموس إن اللاجئ يريد شرعية لاقامته في لبنان من دون أن يدفع أي دولار.

وأفاد مقربون من مسؤول بارز أن ما يقلقه هو ما يسمعه من مسؤولين أجانب، سواء في الخارج أو لدى زيارتهم بيروت، من أن لا حل لمعضلة اللاجئين السوريين في لبنان إلا بالتوصل الى حلّ سياسي للأزمة السورية، وان الديبلوماسي الأممي عاجز عن تحقيقه بدليل ان المعارضة رفضت موقفه القائل بأن الرئيس السوري هو جزء من الحل السياسي بل على العكس تشدد على عدم اشراكه في اي حلّ لأنه هو السبب في سقوط مئات آلاف الضحايا لتمسكه بكرسي الحكم، وهو لا يحكم جميع الاراضي السورية كما كان قبل نحو أربع سنوات.

ويعرب المسؤول عن مخاوفه من ازدياد التأزم كلما اقترب الحديث عن التوصل الى اتفاق اطار بين الدول 5 + 1 وايران. ويستغرب التباينات في معالجة الازمة السورية المدمرة لمؤسسات الدولة. ففيما ينشط موفد الأمين العام الى سوريا ستيفان دو ميستورا لوقف النار في حلب تمهيدا لتعميمه اذا أمكن، نجد تصعيداً أميركياً لتدريب عناصر من المعارضة المعتدلة ومدها بالاسلحة، ولم يتردد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في التلويح من الرياض، على مسمع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل بتوجيه ضربة عسكرية للأسد لاسقاطه، ارضاء للمملكة التي تصرّ على ذلك، كما ان الرئيس الفرنسي هولاند يؤيد الأميركيين والسعوديين. ويدعم المعارضة التي استقبلها في قصر الاليزيه. وخلص المسؤول بأن ليس في المدى القريب أي حلّ سياسي للأزمة السورية، وأن اللاجئين السوريين يرهقون البلاد.